خواطر بلال-المحرر
رافقت التَّغيُرات الإجتماعية ، و الإقتصادية ، تَغيُر أنماط الحياة ، و إتجاهات الأشخاص في المُجتمع ، إتجاهَ السلوك الشّبابي ، و أدى ذاك إلى إنجراف بعضهم ، في مسالكِ المُخدرات.
و مع تنامي الشعور بالإستقلالية ، للأفراد - الشّباب - عن أُسرهم ، إتجه البعض منهم إلى تعاطي أنواع مُختلفة من المخدرات ، للهروب من مشاكل الحياة العصرية المُعقدة ، و للبحث عن مواد تفرغ مشاعر الكبت لديهم، و خلق عوالم جديدة تشعرهم بالفرح و الزهو ، و إن كان ذالك مُتوهماً.
و تسعى إدارات و أقسام مكافحة المخدرات ، في الدول و المُجتمعات الكونية ، في مواجهة إنتشار المُخدرات بشتى أصنافها ، و تتبع فنون تهريب المُخدرات و ترويجها.
و رغم تلك الجهود ، فإن آفة العصر ، لا زالت تدخل البيوت ، و تحطم الحيوات الشابة ، و تستنزف طاقات الشّباب ، و تدفعهم للإنغماس في متاهات الإدمان و الموت ، مُحملاً بالمسرة الوهمية ، و الخيالات الإنبساطية ، و العلاقات الأكثر ظلامية ، في مُجتمع المُتعاطين و المُتاجرين في المُخدرات.
و تلعب إدارة مكافحة المُخدرات ، التابعة لمديرية الأمن العام ، في الأردن ، كمثيلاتها في العالم ، ضمن خطط أمنية منوعة دوراً في مواجهة تحدي المُخدرات ، و التصدي لأنواع المخدرات المنوعة ، و منها الجوكر و الحشيش و الماريجوانا و الكبتاجون ، كونها الأكثر شعبية في المُجتمع.
و تناط بالأسرة الأردنيّة ، تحدياتٍ مُتضاعفة في مواجهة هذا الخطر ، ضمن آليات و إجراءات يُفترض بها القيام فيها ، و منها المتابعة الوالدية الحكيمة ، و التعاون مع إدارة مكافحة المخدرات في حال كانت هناك شكوك جدية ، و العمل على "ضبط" السلوك و الإنحراف في حياة الأبناء في المراحل الأولى ، و قبل أن يغرقوا بالمُستنقع ، علماً أن هذه الطريقُ الأكثر مأمونية من التكتم و التستر ،علاوة على الدور المبدأي بالتوعية و التثقيف.
و رغم نظرة المُجتمع ، و مع الضمانات القانونية ، في سرية العلاج من هذا الإنحراف المسلكي ، فإن الأسرة مطالبة باللجوء إلى إدارة مُكافحة المُخدرات حتّى توقف أي إنحرافٍ في مسلكيات أبنائها.
و على الأسرة أن تعي خطر التكتم ، و أنه يُعني مزيداً من الغرق ، و الإنحراف و الإدمان ، و التعلق النفسي و الجسدي بالمُخدر ، بما يتبعه من جرائم القتل و السرقة بقصد الحصول على المُخدر ، أو نتيجة التخيلات و التوهمات الناجمة عنه.
و من أهم علامات هذا الإنحراف ، تغير أنماط السلوك لدى الأبناء ، تجاه الإنعزالية ، و السهر إلى وقتٍ مُتأخر ، و القلق ، و العصبية غير المُبررة ، و تغير الهيئة كدق الوشوم ، و الهلوسة ، و قلة الميل للنشاط الإجتماعي.