خواطر بلال-المحرر
قال الله تعالى (( من يشفع شفاعة حسنةً يكن له نَصيبٌ منها و من يشفع شفاعةً سيئةً يكن له كفيلٌ منها و كان الله على كل شيء مقيتا)) ، و روي عن الرسول (ص) فيما يرويه عن ربه ، أنه قال ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم مُحرمًا فلا تظالموا).
و أصدرت دائرة الإفتاء العام الأردنية ، الفتوى رقم 3322 بتاريخ 25-9-2017 ، بعدم جواز الواسطة من الناحية الشرعية ، إذ تعتبر من الشفعة السيئة.
و يعتبر الحياد في العمل العام ، و هو نقيض الواسطة و التدخل في الأعمال ، من أهم أخلاقيات العمل في شتى المجالات الحياتيّة ، و هو الذي يمنح الحقوق لأصحابها ، و يرفع الحيفَ عن المحوفين ، و يبني المُجتمع ، و يعزز من رُقيِّه ، و يقيمُ ميزانَ العدل في المُجتمع.
و أدلت النصوص الشرعيّة السالفة ، حُرمة الشفعة السيئة ، و هي تناظر مفهوم الواسطة و المحسوبية في أيامنا ، في نزع حقٍ و منح باطل.
و تبذل المُجتمعات الحدِّيثة ، جهوداً جبارةً في مواجهة جريمة التعاطي بالواسطة و المحسوبية إذ أنها سوس ينخر في البنيان و يقوض قيم المُجتمع ، و مبادئ العدالة و المساواة و القانون ، و يُعزز مشاعر النقمة في النفوس على تلك الطبقة المُتمكنة من إستثمار الوظيفة العامة للتوسط فيما هو ظُلمٌ و حيف و جور.