أخر الاخبار

التوجيهي و الأسرة





خواطر بلال-المحرر 

 عُدّ إمتحانُ الشهادةُ الثانويّة العامة ، و المعروفُ بالتوجيهي ، إمتحاناً ذاتَ خصوصيةٍ في المُجتمع الأُردُني، يحملُ في طياته ، بذور عشق الأردنيين للعلم ، و طموحهم بالوصول في أبنائهم مراكز مُتقدمة من العلم و المعرفة ، بما يعكس إرادة الإنسان الأردني بالتفرد و الإبداع في الحياة المُعاصرة.

 و تبعاً لذلك تشكلت طقوس تقليدية ، في المُجتمع و الأسرة على حدٍ سواء ، تمثلت بفرض حالة الطوارئ ، و مطالبة الأبناء بالدراسة المُستمرة ، مع منع الزيارات ، و الترفه ، و أي أصوات داخل المنزل ، الأمر يخلق حالة من الرهبة لدى الأبناء تُضاف إلى الخوف الطبيعي من الامتحان.

    و في السنوات الأخيرة آخذت عادة تجمع الأهالي أمام قاعات الامتحانات ، تبرز كسلوكٍ حديث النشأة ضاعفت مشاعر الرهبة من الامتحان.

     و تتجاهل الأسر خطورة هذه الإجراءات ، في زيادة توتير الأبناء ، بما ينعكس عليه من الفشل بالتحصيل العلمي ، نتيجة مشاعر الخوف و الرهبة ، و صدمة المسئولية و التي تتضاعف خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً ، و مفاجئة أحياناً لبعض الأبناء.

     و كمُختصين بالدراسات الاجتماعية ، ننصح الأسر الطامحة إلى تفوق أبنائها ، الأخذ بيدهم منذ مراحل التعليم الأولى كي يكونوا مُعتادين على الامتحانات ، و عدم زيادة توتير الأجواء في مرحلة التوجيهي ، فالخوف من الفشل بحد ذاته بوابة واسعة تتجه بالأبناء نحو الفشل.

       و من أهم أسباب النجاح ، هو عدم خوف الفشل ، لأن خوف الفشل يعزز الشعور بالفشل و ينقص شعور النجاح بما يضفي نوعاً من الارتباك على الطالب ينعكس على تحصيله.

          و على الأسر أن تعي ، أن مرحلة التوجيهي هي نتيجة منطقية لمراحل حياتية متراكمة ، و ليست مُنفصلة ، إذ من المُستحيل إعادة ضبط مسار الأبناء الأكاديمي في غضون فترة زمنية "قصيرة نسبياً" ، خاصة باللغات و المهارات الأساسية ، فعلى الأسرة واجب دعم أبنائهم بزيادة و توطيد مهاراتهم الأساسية ، و تسليحهم بالأدوات التي تمكنهم من مواجهة التوجيهي مُنذّ البدء.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-