خواطر بلال-المحرر
يُحقق الحوار في إطار الأسرة ، أهدافاً ذات أهميّة بالغة في حياة الأسرة ، و يدعم صمودها و استقرارها في مُعترك الحياة اليومية.
و يلجأ الزوجين للحوار ، ضمن جهودهما لحل مُشكلةٍ ، و إتخاذ قرار يحدد مسار الحياة ، ضمن خيارات الأسرة الحديثة ، بعدما باتت الأسرة النووية هي الغالبة في نسق المُجتمع الأردني.
و تعد سماع وجهات النظر ، و التفكير الحر بالبدائل و الخيارات ، و مد جسور التفاهم على الحل بين الزوجين ، أحد أرقى صور الحوار داخل الأسرة في المُجتمعات البشرية.
و في ظل مُجتمعٍ متحول بين قيم كلمة الرجل الواحد ، و الحوار بين الزوجين ، تحدث بعض السلبيات في تلك الصور ، من قبيل محاولة الزوج أو الزوجة فرض وجهة النظر على الأخر ، و الحوار العبثي الذي ينطوي على الحوار المنتهي بتنفيذ وجهة نظر أحد الطرفين بغض النظر عن نتيجة الحوار.
و في الموروث الشعبي ، وردت مقولات تعزز من سلطة الرجل في إتخاذ القرار في المجتمعات العربية ، من مثل شاورهن و خالفهن ، و أن المرأة بنصف عقل ، و أنها لا تصلح سوى للأعمال المنزلية ، و التي ينظر لها بدونية في تركيبة عقل المجتمع الذكوري و إن كان هناك بعض التحولات التي صاحبت إرتفاع نسب التعليم و الاتصال الثقافي و الحضاري العالمي "العولمة الثقافية و الحضارية" ، خاصة في القرن الحادي و العشرين الحالي.
و على الزوجين ، تحسس قيم الحوار الإيجابي من سعة الصدر ، و تقبل وجهات النظر ، و التفكير خارج الصندوق في مواجهة القضية مناط البحث و الحوار ، و إحترام البعض ، و إتخاذ القرار الأقرب إلى الطرفين ، و إنتهاج سبل حل المشاكل العلمية من الإعتراف و التفكير بسبب المشكلة على أنها مشكلة ، و الخيارات و البدائل المتاحة و المساوئ و الايجابيات و من ثم الحلول المتاحة و إتخاذ الحل الأنسب.
و من أهم سُبل إنجاح الحوار الأسري ، الرأب به عن التعصب و التطرف الفكري ، و حُسن النوايا ، و حفظ الود و العُشرة ، و الإحترام المتبادل ، و إتخاذ الرسول (ص) كقدوة حسنة ، إذ أنه كان (ص) خيرُ من يقدم النموذج في الحوار الأسري الهادئ و البناء و الفعال.