خواطر بلال-المحرر
تمرُ الأُسرةَ البَشّرية ، بعدةِ ظروفٍ في مُعترك الحياة التي تعيشها ، تبعاً لظروفها الاقتصادية و الثقافيّة و الاجتماعية ، و تعمل على مواجهتها بإستخدام أدواتها الخاصة ، و التي منها الحوار ، و التغاضي ، و هو الوضع الصحي ، إلا أن الأمر لا يخلو من رداتِ فعلٍ غير صحية ، مثل التشاجر ، و الحنق ، و دوام الصُراخ ، و كثرة التذمر و الشكوى ، في ظل غياب ثقافة الحمد في البيت.
و تقود ردود الفعل غير الصحية ، إلى خلق "برود عاطفي" بين الأزواج ، ينعكس على تنغيص الحياة الزوجية ، و تعقيد الحياة ، و الوصولُ بها إلى طريقٍ مسدود.
و البرود العاطفي ، هو نفور الزوجين من بعضهما ، و عدم التحدث بينهما إلا بما تقتضيه الواجبات الوظيفية لكُلٍ منهما ، و غياب مصطلحات "الدلع و الإطراء" بينهما ، و سواد الجفاء في جو العلاقة بينهما.
و تنعكس علةُ البرود على الزوجين و الأبناء "إن وجدوا" ، على الجو النفسي للبيت ، و يزيد من حدةِ المشاكل وصولاً للطلاق الصامت و العُزلة و ربما الإنفصال ، و ينعكس على الأبناء بسوء التربية و الضنك و النفور من الوالدين.
و على الزوجين ، العمل على الحيلولة دون الوصول للبرود العاطفي ، من خلال حل المشاكل بمزيدٍ من حفظِ العشرة و المحبة و تعظيم الجوانب الإيجابية في الحياة المُشتركة بين الزوجين ، و تصغير السلبيات.
و يُعد العمل على بناء لغة حوار بين الزوجين ، في مرحلة ما قبل الزواج أحد أهم الضمانات الكفيلة بمزيدٍ من التواد و التراحم و التآلف بين الزوجين.