خواطر بلال-المحرر
في ضوءِ مُجتمعٍ يلهثُ أبناءهُ خلفَ المادةِ و المال ، قلَّ الحمدُ ، و بارت القناعة ، فتعبَ الناس ، فضنكت حياتهم ، و تفسدت طباعهم.
و رغم أن للحمد فضائل إجتماعية ، تعزز فيها الرضا ، و القناعة ، و تشيع الخير ، و الأُلفة في المُجتمع ، إلا أن الحمد تراجع حضوره بين الناس في ظل إنغماس الناس في الملذات و الشهوات و دنس الحياة "المالُ و المادة".
و ساهم إنغماس الناس بالحياة المادية ، في تضيق آفاق الحمد ، على حساب الجشع و الطمع فزادت معدلات الجريمة و الإنحراف و السرقة ، و تكدست الأموال في خزائن المُنعمين و المترفين ، فقلت بركتها ، و شحت بين أيدي الناس.
و ساهم تراجع الحمد في المجتمع ، في تفسخ أخلاق الناس ، و تفتت الأُسر ، و زيادة النفور بين المتزوجين ، و تعنس البنات و البنون على حدٍ سواء ، و تنامي ضنك و شقاء الحياة الأسرية و العلاقات بين الناس في المجتمع ، و كثر سوء الظن بينهم.
و تضاءلت فرص الشّباب في النمو ، في ظل غياب القناعة بما في ذات اليد ، و الخوف من السعي ، نتيجة الظروف التي خلقها الطمع و الجشع.
و تعرضت حركة الكون إلى "الإعتلال" ، بما يؤكد أن للحمد فضائل كثيرة ، فهي تقنع النفوس ، فتسعى بجدٍ بلا خوف ، فتنمو الحياة و تزدهر.
و من فضائل الحمد ، عكس تلك الظواهر التي باتت تترأّى أمامنا من جريمة و إنحراف و سرقة و خداع و غش و كذب.
و تعد ثقافة الحمد أحد أهم أركان المجتمع البشري الأنموذج و الذي جاء الدين الإسلامي لتحقيقه.