خواطر بلال-المحرر
شهدت المُجتمعات البشرية ، تغيُراتٍ مُختلفة ، في إطار سيادة قيّم العولمة و الحداثة في القرن الحادي و العشرين ، مما أفرز صراعاً ثقافياً عز نظيره على إمتداد الساحة الزمانيّة و المكانيّة ، بين مُختلف الأجيال لا أجيال الأباء و الأبناء فحسب ، فبتنا نقيس قيم الجيل بالسنوات فنقول جيل التسعينات و الثمانينات و الألفين و الأحد عشرية و العشرينات في المُستقبل القريب.
و خلق هذا الصراع مجموعة من التنوع القيمي ، بين السلبي و الإيجابي ، و زاد إختلاف الناس في أخلاقهم و قيمهم ، و بات الزوجين أمام تحديات مُختلفة فالزوجين ربما ينتميان لمنظومتين قيميتين خاصتين مُختلفين تبعاً لبيئة العائلة و التحصيل العلمي و منهجية التفكير و الإتجاهات الفكرية الوالدية و الشخصية.
و في ظل مُجتمعاتٍ تعيشُ "السقوط الأخلاقي في ظل الثورة الرقمية" ، فإن "فوبيات" مُختلفة باتت تطفو على سطح مشاعر الشّباب و الشابات ، فهو يخاف الزواج من الفتاة و العكس و باتت القيم التقليدية كقيم الشرف و الرجولة و الكرامة و صون العرض و الحُب الفطري مفاهيم غائبة أمام التفكير "المادي" و إشباع الغرائز التي طبعها الله بالنفس البشرية و وجهنا للتنافس في ضبطها و تأطيرها بقيم سامية تحفظُ لبني البشر هيبتهم كبشر مُكرمين بالعقل أداةُ الفكر و الإختيار و مناط التكليف.
و من تلك الفوبيات ، فوبيا الخيانة الزوجية ، فيسكن في قلب الشاب و الفتاة في سياقات مُختلفة ، خوفاً من خيانةٍ ما قد تقعُ من شريك الحياة سواء بحثاً عن مُتعةٍ زائفة أو مال بطريقٍ غير مشروعة.
و عبدت الثورة الرقمية بعد 2011 ، الطريق أمام الإشباع الغير مشروع للغرائز للفتيات و الشباب ، و في ضوء الإنهيار الأخلاقي ، صوب "الخيانة الزوجية" ، و يعدُ هذا من أصعب المواضيع و أكثرها "حساسيةً" بالمُجتمعات خاصةً الشرقية العربية المُحافظة "حتى وقتٍ قريب على الأقل".
و عليه مثل الخوف من خيانة شريك "العُمر" ، خوفاً حقيقاً في أنفس الشّباب خاصة في البيئات الأكثر عرضةً لمثل هذه السلوكيات ، و التي تشهدُ تكسُّراً في دماء الأخلاق بشرايينها ، و غياب الأوازع الدينية و العرفية و الأخلاقية في عروقها ، هواجس الخيانة الزوجية.
و تبرزُ المخاوف من الخيانة الزوجية ، غالباً من سوء إختيار الزوجين لبعضهما البعض ، و عدم الصراحة بينهما و عدم تفهم كلاهما الآخر ، و غلبة "الخداع" فترة الخطوبة ، و التسرع في قرار الزواج قبل منح طرفي العلاقة وقتاً للتعارف.
و تجنباً لمثل هذه المشاعر ، فإن الزوجين مُطالبين بتخيُر بعضهما البعض ، و الإنطلاق من التوافق القيمي و الأخلاقي بينهما صوب قرارٍ راجح بالزواج ، لا الإنطلاقَ من مُنطلقات ماديةٍ خاليةَ الدسم.