خواطر بلال - المُحرر
تتباين المُصطلحات ، و التي
تصفُ العلاقة بين جيل الأباء و الأبناء و الأجداد ، تبعاً لتغير الثقافة المُطرد ،
و مع بزوغ فجر "الثورة الثقافية العالميّة" ، آخذ الشرخ بين الأجيال
يتسع على الراتق الزمني ، فبات التمايز يبدوا بين أجيالٍ ليس بينهم سوى بضع أشهر
لا عقوداً كما كانت في السابق.
و لقد عززت الفجوة الثقافية بين
الأجيال ، في عدم إستيعاب كُل جيل إحتياجات و مُتطلبات الأخر ببساطة ، مما عزز
صعوبة قيام القائم بالتربية على إكساب الناشئة مهارات الحياة و مبادئها ، مما
إنعكس بصورةٍ لافتة على القيّم و المبادئ للأجيال الشّابة و التي باتت مادية
التفكير بعيدةً في أحايين كثيرة عن الأخلاق لصالح الإنغماس بالشهوات و الإنحلال
الأخلاقي.
و فاقمت أدوات التواصل
الإجتماعي ، و الإنترنت ، و قيّم العولمة من هذه الحالة ، حتى بات التسائل عن
طبيعة تلك العلاقة ، و حوّل التساؤل فلنسأل أنفسنا هل نحنُ في حالةِ حربٍ مسعورة
مع أبنائنا؟ ، و هل نحن نخوض معركة اليوم مع أبنائنا؟
رُبما يُجيب مُجيب كلا ، و
لكن لننتظر ، ألم نفشل حتى اليوم في فهم متطلبات الجيل الصاعد ، أولم نفشل كآباء
من أن نتقن أدوات القرن الحادي و العشرين كي نُجاري الأبناء فهماً و وعياً و
إدراكا؟
لقد بتنا نعيشُ حربٍ ضروس ،
لا يُمكن لأحدٍ منا أن يُنكر كنهها ، و لا أن ينكرها فكلُ ما هو محظور بات اليوم
مُتاحاً عبر شبكات الإنترنت و التي تزيد من الثقافة المادية و الشهوانية لدى
الشّباب على خلاف الثقافة الأخلاقية و التي تربينا عليها كآباء و أمهات ، حتّى بات
الأبناء في حالِ ضياعٍ بين القيّم التقليدية و هذا السيل العرم و الجارف من
الثقافات المستجدة و المُفسخة للعادة و العرف.
و في المحصلة فنحن نعيش
بالفعل أزمة صراعٍ بين الأجيال ، بين أجيال تربت على الفضيلة و الأخلاق و تلك التي
تربت على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، و هذا ما كان و سيكون منذ بدء الخليقة ، و
عليه فإننا نشهد اليوم تمايزاً بأدوات الأجيال في صراعها الحتمي بين الشر و الخير
، و الأخلاق و المادة.