خواطر بلال-المحرر
تعددت أدوار أفراد الأسرة على إمتداد التاريخ ، حيثُ رافق تغير تلك الأدوار مع التطور الاقتصادي و الحضاري و الثقافي ، و تمازجت الأدوار و شهدت تناقلات تبعاً لمراحل التطور.
و في حين أوجد عُلماء علم إجتماع العائلة تصنيفات لمراحل تطور الأسرة ، فإن تلك التصنيفات تزامنت مع التطورات العامة في مسيرة المُجتمعات الكونية.
أُردُنياً ، شهدت أدوار الأسرة تطورات مُتباينة في مراحل ما قبل الإمارة و ما بعدها ، و تعمقت تلك التطورات بعد إستقلال البلاد في عهد المملكة الحديثة.
و من أدوار الأسرة التي شهدت تغيراً، الدور الإقتصادي فكانت الأسرة وحدة إنتاجية ، تعمل بجميع أفرادها في أعمال الزراعة و الرعي ، و من ثم تخصص الرجال بأعمال التجارة و الخدمات و إنكفأت السيدات في الأعمال المنزلية ، قبل أن تعود المرأة و الرجل لتبادل الأدوار جُزئياً داخل إطار الأسرة ، ففي مُقابل خروج المرأة للعمل في عمل الخدمات و الوظائف ، أخذ الرجل يشارك المرأة بعض أعمال المنزل ، تتراوح في ذلك طريقة المشاركة بين "التخفي و العلانية".
و من الأدوار الوظيفة التربوية ، و التي كانت للرجل دور الإعالة ، في حين للمرأة العناية ، و أحدث التطور في نمط المعيشة الإقتصادية حديثاً مشاركة المرأة في دور الإعالة ، و مشاركة الرجل بدور الرعاية لشؤون الأبناء.
و على صعيد متصل آخذت أدوار الأبناء تتغير ، ففي حين كان الأبناء الذكور يقومون بدور المساهمة في الإنتاج الزراعي و الرعوي في وقتٍ سابق ، و الفتيات دور مساعدة المرأة "الأم أو الجدة غالباً" في أعمال المنزل ، إتجه الأبناء الآن لكسب التعليم بمراحله المختلفة و إقتحام سوق العمل بمختلف المجالات و حتى تلك التي كانت محصورة بالرجال ، بدأت السيدات في تسجيل إختراقات فيها مثل قيادة التكسي و أعمال الصيانة المنزلية.
و دأب كُلٍ من الرجل و المرأة على مراوحة تبادل الأدوار ، حتى أن التقسيم العملي داخل البيت لم يعد واضحاً خارج إطار الدور البيولوجي الطبيعي ، فأخذ الرجل يشمر عن ساعد الجد في مساعدة المرأة في البيت ، و أخذت المرأة تبادره المساعدة و الإجتياح لأدواره بلا هوادة مدعومة بمنظمات نسوية لا زالت ترى "حتى الأن" ، أن المرأة مظلومة ، و إن كان في بعض الجوانب شيئاً من الصحة ، إلا أن المرأة باتت أكثر قدرة على المشاركة في حركة المجتمع.
و رغم المشاكل التي نتجت عن تبدل الأدوار ، إلا أن الأسرة الأردنية باتت تعاني من تشقرحات ثقافية و سلوكية نتيجة عدم وضوح أدوار الرجل و المرأة و تعارضها أحياناً ، و حتى مع وجود مؤسسات رديفة كالحضانات و المدارس ، إلا أن للمرأة و الرجل مسئزلية رعاية الأبناء و متابعتهم ،الأمر الذي يصعب في ظل تضارب أدوار الرجل و المرأة في الحياة اليومية ، مما أفقد الأبناء رعاية كلا الأبوين.