خواطر بلال - المُحرر
و كأنَّ الحياةَ لا تمنحُ
الواحدُ منا وقتاً كي يفرح ، فقد تزوجنا بعد مُعاناةٍ مريرة ، في تدبر مصاريف
الحياة الزوجيّة المُتشعبة ، حتّى رُزقنا
بمولودٍ جديد.
و لم أدري ، و لا زوجتيّ كذلك ،
أن هذا المولود سيأتي لنا بالكدر بدلاً من الفرح ، و في صيف العام 2018 القائض ، و
قد أشرع آب اللهاب بابهُ ، تحظرنا للفرح المجروح ، و حظرنا ذوينا للمُفاجئة السارة
المُبكية ، و توجهنا إلى أحد مشافي عمّان حتى نُجري عملية ولادة.
بدأت القصة بأن أبلغنا الطبيب
الجراح إياه ان زوجتي ستلد بعمليةٍ قيصرية لأن الجنين يعاني من وضعٍ صحيٍ حرج ،
رُحت أدعوا الله حتّى تستقيم لي صحتهما ، ذُهلت و أنا أرى ما لا يُرى ، في الطيف
البعيد قلقٌ و حشرجةٌ لا يُمكن أن يشعر بها أحدٌ ، و هل يحيا الألم من ليس فيه
سقمٌ.
مرت ساعاتٌ فيها ، سيطرت علي
مخاوفَ و فزعاتٍ متنوعةٍ ، و تخيلاتٍ ، أنهاها الطبيب إياه بالخروج مُحملاً
بالبشرى ، أنها عمليةٌ ناجحة و أن المولود بصحةٍ و عافية ، حسناً قُلت رغم الألم و
الضيق ، إنفجرت في داخلي أسارير الفرح غير عالمٍ بالمجهول القادم.
توجهت بزوجتي و إبني إلى البيت
، و بعد ساعاتٍ تبدت الظلمة فقد ساءت حالةُ زوجتي فأعدتها إلى المشفى ، أو قُل
مشفىً آخر لا يهم المكان و المصيبةُ واحدة .
قيل لي بالمشفى .. خطاءٌ طبيِ
نتج عنه تجلطات بالدم ، و بذلك دخلنا دوامةِ العلاجات لهذه الحالة بدلاً من أن
نكون كأي أسرةٍ بمثل هذه الظروف فرحةً بالمولود الجديد تسعى في إسعاد نفسها ببعض
الحفلات ، فتحوّلنا لألة تواضب على مراجعة المشفى لنعالج تقصير الطبيب الجراح إياه
... "إنتهت"