خواطر بلال - المُحرر
تشكو الأمهات هذه الأيام ،
كثيراً من عُنفِ أطفالهن إتجاه أقرانهم ، سواء أكان في المدرسة أو الحي السكني ، و
ما درت أنها و زوجها هما اللذان إختارا بجهلٍ منهما غالباً أن يسلك الأطفال سلوكاً
عنيفاً.
و مع التأكيد على أن العنف ،
سلوكٌ مُكتسب ، فإن الطفل يستقي السلوك العدواني ، من المشاهد العنيفة و التي يترك
أمامها بدون تدخل ، و أحياناً يلاقي تأييداً من قبل والديه لهذا السلوك المشاهد
سواء بالسكوت أو الإقرار و المدح أمام الطفل.
و يساهم الوالدين في بناء
الإتجاه العدواني لدى الأبناء عبر عدة طرق ، أبرزها ممارسة العنف تجاه الأطفال ،
أو بين الزوجيّن أنفسهم ، و إقرار مشاهد العنف المنتشرة عبر التلفزيون و الإنترنت.
و يلجأ الوالدين أحياناً وفق
الثقافة الشعبية الأردنية ، إلى الطلب من الأطفال أن يكونوا ذوي إتجاه عدواني ،
كقولهم "اللي ضربك إضربه" ، "كُنّ غالباً لا مغلوباً"، وفق
نظرة الفارس و التي تتولد باللاشعور عند المجتمعات ذات البيئة الصحراوية ، خاصة و
أن الإنسان إبن بيئته.
و ينعكس ذلك النمط من
التنشئة على بناء و تعزيز الإتجاه العدواني لدى الأطفال ، و الذي يلجأ له الطفل
للإستيلاء على رغباته و إن كان غير مُحقاً ، فيرى بالعدوانية طريقة فُضلى –من وجهة
نظره- للحصول على حاجاته المادية و
المعنوية ، و يعزز غريزة السيطرة لديه.
و غالباً ما ينتهي ذوي
التنشئة العدوانية إلى الجنوح ، و إقتراف الجرائم كالقتل و الإعتداء على الممتلكات
مما يقودهم إلى عدم الشعور بالأمن و الحقد على المحيط الإجتماعي.