خواطر بلال – المحرر
يواجه المطلقين، بعد إتخاذ قرار
الإنفصال، تحدياتٍ مُختلفة، نتيجة الطلاق، تتفاقم مع وجود الأبناء، و خاصةً إذا ما
كانوا صغاراً.
و من المهم على كلا المُطلقين، بناء أسس
للتعامل فيما بينهم، بما يحافظ على الحالة النفسية للأبناء، و يحفظ لكلٍ من
المُطلقين خصوصيته، و حياته ما بعد الطلاق.
و خاصةً إذ ما كان أحد المطلقين،
قد تزوج من شخصٍ آخر، هنا تبرز مشاكل عدة، على المُطلقين الوعي فيها و إتخاذ
الخطوات العلاجية إزاءها، حفاظاً على حياتهم من الكدر.
و من هذه المشاكل المقارنات، إذ ان شعور اي
من المطلقين بالندم على قرار الطلاق، يقوده أحياناً لعقد المُقارنات بيّن طليقه أو
طليقته، و شريك أو شريكته في الحياة الزوجية الجديدة التي يعيشها بقرارٍ منه أو
منها، الأمر الذي يعزز غيرة هذا الشريك، و هنا على الطليقين عدم التحدث عن مشاعر
الندم، فما حدث هو قرارٌ منهما، و عليهما التعايش مع تداعياته بعيداً عن تعذيبِ
أناس آخرين في سبيل مقارنات لم تعد مجدية، بعدما أُتخذ قرار الإنفصال.
و يواجه أبناء المُطلقين، حالة
نفسية صعبة، من عدم الشعور بالدفء العائلي، و الذي يجب أن يكون الطليقين واعيين لكيفية
التخفيف من وطأته، عبر عدم حرمان الأبناء من العيش بصورة أو بأخرى بيّن الأبوين
المطلقين، دون قيام أي منهما بمحاولة حرمان الآخر من رؤية الأبناء، الأمر الذي
يعرض سلامة الأبناء النفسية للخطر.
و تتطلب الحياة ما بعد الطلاق،
التعامل بشيء من الإحترام و الأخلاق الفاضلة، فيبتعد كلا الطليقين عن الإساءة
لطليقه بمختلف الصور و الأشكال، من باب العرفان، و الإلتزام الذي يفرض على
المطلقين، و على الجميع عدم الخوض بالخصوصيات و التشهير، و العدوان بكافة صوره.