أخر الاخبار

الغيرةُ عندَّ الأطفال




 


خواطر بلال   -   المُحرر

   تُعاني بعضَ الأُسر ، و خاصةً تلك اللتي تضمُ ، عدداً من الأطفال ، من غيرةِ أحد الأطفال من الآخر ، بما يستجلبه معه من سلوكياتٍ عدوانيّة و غير صحيّة تجاه ذلك الطفل ، بما يشكل مصدراً مُزعجاً و مثيراً للقلق للأم و الأب ربما على حدٍ سواء.

    و سواءً بعلمٍ أو جهل ، فإن الأبوين يعملان بشكلٍ ثُنائي أو فردي أحياناً ، على تغذية منابع تلك الغيرة ، خاصةً عندما يتوجه الإهتمام بشكلٍ مُكثف تجاه أحد الأطفال و غالباً ما يكون الصغير على حساب الأخر أو الأخرين الأكبر سناً ، أو  التمييز المُبالغ فيه بين البنات و الأبناء ، مما يولد مشاعر سلبية تجاه المحروم من نعمة الإغداق بالعطف و الدلال مقابل المُغدق عليه.

     و للغيرة إنعكاسات عميقة و خطيرة على بناء الأسرة، فهي تبدأ بتصرفات بسيطة ، ربما لا يلقي لها الأبوين بالاً ، ثم  تتطور لتصبح ممارسة عدوانية متدرجة ربما تصل حد القتل أو التسبب بعاهات ما ، و ذلك حسب علاقة طردية بين سياسة الحرمان الوالدية الممُارسة ضد الغيورين ، و سياسة الإغداق على صاحب الحظوة في البيت.

        و في حيّن تضطر بعض الظروف الابوين لإغداق العطف على أحد الأبناء ، لسببٍ أو آخر ، فإنهما مطالبين بعدم المُبالغة ، و عدم تناسي الحاجات العاطفية للإخوة البقية ، و تبيان سبب الغدق الزائد على الإبن المميز سواء أكان لسبب طبيعي هو أنه دون سن يمكنه فيه الإعتماد على نفسه أو لأنه ذوي إعاقة ما أو مرض أو ذوي حاجة ما ، و إشراك الأبناء بنشاطات تجمعهم و توحدهم معاً ، مما يعزز شعوراً بالتوالف بالضد من الغيرة و المقت.

         و يجب التحذير المستمر من ترك بوادر الغيرة كي تبقى بدون تدخل جراحي لإستئصاله ، فالغيرة قد يتبعها سلوكات تنعكس نقمة على الاسرة ، و تفرض تحديات أخطر من مجرد ردود فعل ناعمة في البداية.

         و على الوالدين الحذر من المُبالغة في المعاملة التمييزية بين الابناء ، و تحري العدالة بينهم بالدرجة الأولى.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-