تجاذبت المواقف العربية، وردود الفعل العربي، حول ملف الصراع بين روسيا وأوكرانيا، منذ مطلع أذار الماضي، وعلى أشهر الحرب الثمانية، فقد عملت دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية والإمارات وقطر، على التعامل "المحايد نسبياً" مع الولايات المتحدة وروسيا، ففي حين حاولت الولايات المتحدة زيادة مساهمة السعودية في إنتاج النفط لتعويض النفط الروسي المحظور، لجأت السعودية لموازنة الإنتاج بما يتواءم وإتفاقها مع روسيا العائد للعام 2020.
فيما إحتفظت الدول العربية بعلاقات متوازنة مع طرفي النزاع، ضمن جهودها الرامية للمحافظة على مبدأ عدم الإنحياز والذي إتخذته العديد منها في تكرارٍ لأجواء الحرب الباردة في القرن العشرين الفائت.
ورحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنضمام دولاً عربية إلى منظمة شنغهاي بصفة شريك الحوار، وهي دول قطر والكويت والإمارات والبحرين ومصر.
وأكد العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في خطابٍ له أمام مجلس الشورى حرص بلاده على حفظ التوازن في آسواق الطاقة في مواجهة الأزمة العالمية على خلفية حظر الطاقة الروسية من قبل بعض الدول.
وأجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إتصالات مع بوتين تكللت بإطلاق سراح عدد من المعتقلين ضمن صفقة تمت بوساطة سعودية بين موسكو وكييف.
وحذر محافظ البنك المركزي في المغرب من مغبة إصرار صندوق النقد الدولي على بلاده تحرير سعر صرف الدرهم المغربي أو رفع الفائدة مخافة تداعيات إجتماعية وإقتصادية تهدد البلاد.
في حين أعلنت مصر نيتها ضبط سعر صرف الجنيه بمؤشر وأدوات تحوط جديدة لمواجهة تداعيات تراجع سعر صرف الجنيه بالدولار الأمريكي إلى مستويات"تاريخية".
فيما لم تدين الدول العربية عدا سورية، الغزو الروسي لأوكرانيا بصورةٍ صريحة، فيما لم تنخرط الدول العربية بالعقوبات الدولية على روسيا، وقدمت بعض الدول ومنها دول مجلس التعاون الخليجي محاولات لرأب شفة الصراع بين الروس والأوكران.
وحذر قائد القوات الجوية الأمريكية بالشرق الأوسط الجنرال أليكسوس غرينكفيتش، من تنامي هجمات ونشاط الخلايا الإرهابية ضد حُلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وزار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عددا من الدول العريية خلال أشهر الحرب منها دول التعاون الخليجي والأردن، لبحث قضايا مشتركة بين الدول، تطرق فيها للأزمة الأوكرانية.
وزعم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" -الحؤكة التي تُسيطر على منطقة قطاع غزة- إسماعيل هنية، عن ضغوط مورست لمنع زيارةٍ قام بها الأخير إلى روسيا.
فيما حققت السعودية مكاسب من إرتفاع أسعار الطاقة، يعتقد أن تنعكس إيجابياً على موازنة 2023 المقبلة.
وفي مواجهة لتداعيات رفع أسعار الفائدة، قررت بنوك مركزية عربية مختلفة زيادة معدل سعر الفائدة عدة مرات خلال العام الجاري.
وقررت السعودية والإمارات تقديم مساعدات للأسر الهشة في البلاد بالتزامن مع موجة إرتفاع أسعار المواد الغذائية في البلدين.
فيما واجهت دولاً عربية إفريقية وأسيوية مخاطر التضخم في أسعار المواد الغذائية مع تصاعد كلف الحبوب والزيوت النباتية عالمياً، ورغم محاولات العرب الدؤوبة في اللحاق بركب الدول التي عززت من أمانها الغذائي، فإن دولا عربية لا زالت تعتمد الإستيراد للحبوب سبيلاً لتأمين معضم إحتياجات البلاد من مواد كالقمح مثلاً مما يجعلها عرضة لتقلبات أوضاع سوق الغذاء العالمي.
ففي تونس أطلق الرئيس التونسي قيس سعيد حرباً على إحكتار مواد الطحين والسكر لمواجهة إرتفاع الأسعار، فيما تواجه موريتانيا والجزائر ولبنان مخاطر نقص الغذاء، نتيجة ضعف الإهتمام الحكومي بالزراعة وإنهيار الليرة اللبنانية وسط فراغ سياسي يعانيه لبنان، وإستمرار الحرب ومصاعب الإستيراد للحبوب.
وتشهد مصر تراجعاً في قيمة العملة الوطنية "الجنيه"، نتيجة تداعيات مصاعب الإستيراد والتصدير، على خلفية الأزمة العالمية الراهنة، إلا أنها شهدت تنامياً في الطلب على الأسمدة المنتجة محلياً لتعويض النقص العالمي.
وسارعت المغرب إلى زيادة الحد الأدنى للأجور، والمضي في مشاريع الأمن الغذائي المحلية في دعم الزراعة وخاصة للمحاصيل الإستراتيجية التي تعوزها البلاد.
فيما تواجه فلسطين، مخاطر من نوع أخر على خلفية مصادقة حكومة إسرائيل على إنشاء مستوطنات جديدة في النقب لإستقبال اليهود النازحين من أوكرانيا.
ووجهت الجزائر أنظار رجال الأعمال الأتراك للإستثمار في قطاع الزراعة الواعد بالبلاد لمواجهة مخاطر الأمن الغذائي.
ووجه الرئيس السوري بشار الأسد الحكومة إلى شراء المحاصيل الزراعية من الزُراع المحليين بأثمان مناسبة لتأمين حاجات البلاد من المحاصيل الزراعية.
فيما شكل مجلس لضبط أسعار السلع الغذائية في لبنان، والتي تعيش أسوأ أزماتها الإقتصادية على الإطلاق.
وشهدت السودان التي ترزح شرائح واسعة من أبناء شعبها تحت وطأة أزمات إقتصادية وسياسية، تناميًا في أسعار الطاقة وسط إحتجاجاتٍ شعبية مُتقطعة تشهدها مناطق البلاد.
وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر في نتائج دراسة أجراها مؤخراً أن 19.8% من المصريين تأثرت مداخليهم بتداعيات الغزو الروسي لإوكرانيا منذ مطلع العام الجاري.