أخر الاخبار

الأردن..في ظلال الأزمة تحدياتٌ وفرص

 




خواطر بلال-المحرر

سارعت المملكة، ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع أذار الماضي، إلى إتخاذ حُزمةٍ من التدابير العملياتية لمواجهة ذيول الأزمة، والتي باتت تؤرق العالم بما تكتنفه من سلسلة تهديدات طالة الأمن الغذائي والسلم المجتمعي، وتوسع رقاع الجريمة في العديد من أنحاء العالم.

وفي حين وجه جلالة الملك عبدالله الثاني، ذا الشخصية العسكرية الفذة، للتعامل مع تلك التداعيات وبشكلٍ إستباقي، سارعت الحكومة إلى إخلاء الأردنيين من أوكرانيا، ووضع إجراءات صارمة لضبط حالة فلتان الأسعار والتي طالت وتركزت على أسعار السلع الغذائية، ومنها الخبز والزيوت النباتية والأرز وغيرها عالميا.

ونجحت المملكة في المرور من إختبار رمضان 2022 دون أي غلاء يذكر بفضل توفير السلع الأساسية بأسعار معتدلة ومستقرة آنذاك ضمن أسواق المؤسستين الإستهلاكيتين العسكرية والمدنية، واللتين يلعبان دوراً ضابطاً لتقلبات أسعار السوق المحلي، وكبح جماح جشع ضعاف الأنفس من التجار، والمحافظة على أسعار الخبز وحتى العام المقبل حسب التسعيرة السنوية التي تقرها الحكومة ومنذ عهد حكومة هاني الملقي.

ورغم توالي الأزمات الإقتصادية فقد أكد البنك الدولي متانة وصلابة الإقتصاد الوطني الأردني في مواجهة الأزمات العالمية، حيثُ حقق الإقتصاد الوطني نمواً تمثل بنمو الصادرات من الصناعات التعدينية مستفيداً من زيادة أسعار خامات الفوسفات والبوتاس وتوسع أسواق المستهلكين للخامات التي تنتجها الأردن.

فيما دأبت وزارة الطاقة الأخذ على عاقتها إستقطاب الإستثمارات لإستكشاف الطاقات المعدنية الكامنة في الأراضي الأردنية وخاصة جنوب البلاد، وعلى رأسها إستكشاف الذهب والنحاس والسيلكا.

ومع تصاعد وتيرة تنامي أسعار الطاقة خلال الأرباع الثلاثة الماضية من العام الجاري، حيث تراوحت بين 60-130 دولاراً للبرميل وفق المتابعة التي أجرتها "خواطر بلال" للتغيرات على أسعار خام برنت العالمية في أسواق الطاقة خلال الفترة ما بين أذار وحتى 24-11-2022، شهدت أسعار المحروقات في المملكة تصاعداً بإستثناء إسطوانة الغاز المنزلية، ما بين الربعين الثاني والثالث على وجه التحديد.

إلى ذلك حافظت حكومة بشر الخصاونة على أسعار المحروقات حتى نيسان الماضي دونما أي تعديل حسب قرار حكومي أُتخذ قبل بدء الأزمة الروسية-الأوكرانية.

وعززت الأزمة من فرص المملكة لتكون مركزاً إقليمياً للأمن الغذائي وفق التوجيهات الملكية الحثيثة والرامية، إلى تدعيم وضع الأردن على الصعيد الإقليمي والمحلي في مجال تصنيع الغذاء والزراعة.

وأتت المبادرات الملكية الحديثة في مختلف مناطق البلاد لتعزز دور الأهالي في الدأب صوب إستزراع المحاصيل الغذائية، وعلى رأسها الزيتون والقمح وغيرها.

وأكد مدير منطقة الشرق وأسيا الأوسطين في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور في مؤتمر آفاق الاقتصاد الاقليمي للمنطقة، نجاح المملكة في المحافظة على معدل تضخم معتدل إبان تنامي معدلات التضخم في العديد من إقتصادات الدول المتقدمة والنامية على حدٍ سواء.

 

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-