فارس
التأريخ الإعلامي العربي
خواطر بلال-المحرر
مثل الكاتب والمؤرخ الأردني عصام
سليمان الموسى من بلدة الرفيد بمحافظة إربد، أحد المؤرخين الحداثيين الذين وثقوا
للإعلام والإتصال العربييّن بعدد من المؤلفات، وقدم عدد من مؤلفات والده الراحل سُليمان الموسى ومنها مؤلفه
الضخم الذي وثق المرويات عن لورنس العرب، وهو ضابط بريطاني خدم إلى جانب جيوش
الثورة العربية الكُبرى يدعى توماس ادوارد لورنس المولود في إنجلترا إلى جانب عدد من الضُباط الإنكليز.
كما وقدم لوالده الراحل سليمان الموسى،
مؤلف معسكرات الحسين للعمل والبناء، والتي توثق تلك المعسكرات، وهي فكرة رئيس
الوزراء الأردني الشهيد وصفي التل العام 1962، حيث كان سليمان الموسى إلى جانب
آخرين مسئولاً عن تنظيم تلك المعسكرات فكان مؤلفه توثيقياً لمرحلة مهمة صاغت جُزء
من الذاكرة الوطنية الأردنية، تجاه العلاقة بين المؤسسة العسكرية والمدنيين وخاصةً
فئة الشّباب منهم.
وللدكتور عصام الموسى، وهو أكاديمي
عمل مدرساً في عدد من الجامعات الأردنية
منها مؤتة واليرموك، مؤلف لعدد من المؤلفات منها: صورة العرب في الإعلام الأمريكي،
الإتصال الجماهيري، تطور الصحافة الأردنية 1920-1997، العرب وثورة الإتصال الأولى،
تطوير الثقافة الجماهيرية العربية، والإعلام والمجتمع: دراسات في الإعلام العربي
والأردني والدولي، البتراء عاصمة الأبجدية العربية في الثورة الأولى للإتصال
والمعلوماتية.
وللموسى، دراسة تناولت إستخدام
التحقيقات الصحفية الأمنية لتحليل الظواهر ودحض الشائعات، إذ عالج دور التحقيقات
الصحفية الأمنية في مواجهة الشائعة منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى، مؤطراً
إياها في مسارها التأريخي وإهتمام علماء الإتصال فيها طارحاً أمثلة حية عليها، خاصة وأن الإهتمام
بالشائعة بدأ أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية على يد العالم البورت
وبوستمان وآخرين.
وفي عودة لمؤلفات د.عصام الموسى،
لا ننسى الإشارة لمؤلفه المعنون بتاريخ الإتصال والإعلام العربي، ما بين 150ق.م
وحتى الآن، الذي تناول تطور الإتصال الجماهيري في الحضارات التي مرت على المنطقة
العربية ومنها الأشورية والأدومية والنبطية وحضارات الرافدين والنيل والفينيقة
والآرامية والفارسية واليونانية والدور العباسي في صناعة الورق.
إلى جانب دور الكنيسة في دخول الطباعة،
حيثُ أن أول نسخة من القُرآن الكريم أتت مطبوعة بمطابع الكنيسة في وقتٍ كانت
المرجعية الإسلامية تُحرم دخول الطابعة على الولايات العثمانية زمناً ليس باليسير.
وتمثل مؤلفات الموسى معيناً
للدارسين في حقل الصحافة والإعلام، وخاصةً المُهتمين بتطور حركة الإتصال والتواصل
البشري في البيئة العربية على مر الزمن.
ومزج الموسى في مؤلفه تاريخ
الإتصال والإعلام العربي، بين عدة حقول معرفية منها الحضارات والإتصال والتأريخ
الفكري وتمكن الموسى من ربط تطور الحضارات ونهضتها بتطور حركة الإتصال فيها.
وأسهب الأكاديمي اللبناني د,جورج
كلاس، في قراءة نظرية الموسى في الإتصال والقائمة على مزج الحضارات والتأريخ
بالإتصال والإعلام الحديث والمعاصر والقديم منه، فيما يسميه كلاس نظرية ترسيم
الإتصال العربي، وهي منشورة في مجلة أفكار الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية.
وقدم الموسى بذلك خدمةً جليلة
للمجتمع العربي، المتطلع لترك بصمة واضحة في زمن تشكل الهويات الرقمية، كما ونرى
أن مؤلفاته خدمت علم إجتماع الإعلام والإتصال، في أنها ربطت التطور الإتصالي بتطور
الفكر المُجتمعي والثقافة المُجتمعية في المجتمعات العربية السائرة نحو النمو.
كما وساهم في إعادة وضع المنجز
الوطني التأريخي في الإتصال وخاصة أن الأردنيين القُدامى ومن على أرض معان كان لهم
دور في تجديد وتطوير الأبجدية الألفبائية والتي لا زالت حتى يومنا هذا إبان حضارة
الأنباط، موضعه الصحيح.