أخر الاخبار

الملك في عيده الحادي والستين



كتب بلال الذنيبات

نشرت في صحيفة الدستور 31-1-2023

في هذا اليوم، يستذكر الأردنيين بفخر وعزة، عندما زف الملك الباني الحسين بن طلال –طيب الله ثراه- نبأ ولادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ليكون في خدمة أمته ووطنه الأردني العزيز، مواصلا قيادة إرث الأجداد الهاشميين المنتمين إلى الرسول "صلى الله عليه وسلم"، إذ أثبتت السنوات التي قضاها جلالته أنه خير خلف لخير سلف.

وعلى مدى السنوات الماضية حققت المملكة نجاحات عظيمة في مجالات كثيرة منها التكنولوجيا والتعليم والصحة وريادة الأعمال، فقد نمت خلال السنوات الأخيرة ما بين 2000-2023، معدلات إجادة اللغة الإنجليزية ومهارات  التعامل مع الحاسوب، في حين لمع صيت عشرات الشبان الأردنيين في مجالات ريادة الأعمال والأتمتة والأمن السيبراني، والذي وضع الأردن في مكان القوة والريادة في تلك المجالات على مستوى الإقليم.

وساهم جلالته في تعزيز المكانة السياسية والأمنية للمملكة عالمياً، في حين حظيت القوات المسلحة والأمن العام والمخابرات العامة بالإهتمام الملكي، والرعاية الحثيثة، أظهرت الدراسات المحلية والعالمية الثقة التي تتمتع بها تلك القوى العسكرية، محليا وعلى المستوى العالمي، خاصة وأنها تحضى بمشاركة مميزة في قوى حفظ السلام الدولية، وأظهرت إحترافا منقطع النظير نهاية العام الماضي في تأمين فعاليات كأس العالم والتي إستضافتها دولة قطر الشقيقة.

وتمكنت الأجهزة الأمنية خلال السنوات الماضية من الرأب بالأردن عن مزالق التطرف والإرهاب، فقد تمكنت تلك القوى المباركة من صد العدوانات التي تعرض لها الأردن على يد الإرهاب الأثمة منذ تفجيرات عمان 2005 وحتى أحداث حسينية معان 2022، والتي أثبتت الحنكة الأمنية في التعاطي مع قوى الشر والظلام صلابة تلك القوى وكفاءتها، في حين تمكنت سواعد الأمن العام إلى جانب المؤسسات الوطنية الأخرى ممثلة بالمدارس ودور العبادة، في إزالة التشويه الذي ران على الرسالة الإسلامية السمحاء من أولئك الذين يمارسون أبشع الجرائم بإسمه، منطلقين من رسالة عمان، والرؤية الملكية الهاشمية التنويرية نحو حقيقة الإسلام السمح الذي أتى به سيد الخلق الرسول "صلى الله عليه وسلم"، نورا وهدى للعالم أجمعين، عبر العديد من النشاطات التوعوية مستثمرة أحدث ما وصل له علم الإتصال والتواصل البشري.

وواصل جلالته من منطلق رعايته للمقدسات الإسلامية والمسيحية العناية بشؤون المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، حيث واصلت الدبلوماسية الأردنية جهودها في مواجهة الأطماع الإسرائيلية، وإلى جانب اللقاءات الملكية برجالات الدين المقدسيين، فقد بارك جلالته إنشاء وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى كانون أول الماضي.

وتأكيدا للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس كان بعث جلالته نوفمبر الماضي برقية إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، أكد فيها متانة الموقف الأردني الداعم للقدس الشرقية عاصمة لفلسطين ذات السيادة على حدود العام 67.

وساهم جلالة الملك في عدة حوارات إستضافتها عمان بين الفرقاء اليمنيين تمخض عنها مخرجات شكلت أرضية للمفاوضات بين الفرقاء للوصول مستقبلا لحلول مجدية للنزاع اليمني-اليمني، المتواصل منذ سنوات.

وإستمرارا لرؤيته السامية نحو مناخ إستثماري منافس وذا كفاءة، واصل جلالته متابعته الحثيثة لمخرجات ورشات العمل التي إنطلقت في الديوان الملكي بمناسبة بلوغه الستين العام الماضي، ومؤتمر البحر الميت  الإقتصادي، والذي شكل رؤية الأردن الإقتصادية  خلال العشر سنوات المقبلة، مما ساهم في تعزيز البيئة الأردنية كبيئة جذب للإستثمار بما تمتاز فيه المملكة من إستقرار سياسي وكفاءات بشرية عالية المستوى.

وكانت أرض مجمع الملك الحسين للأعمال، بوابة الأردن نحو إستقطاب الشركات العالمية في مجالات إدارة المعلومات والبيانات والإعلام الجديد، وتطوير وإنشاء التطبيقات الذكية والحواضن الشبابية الريادية، ضمن بيئة آمنة ومفعمة بالتطور والإبتكار وسط العاصمة الأردنية عمان.

وبدأت الرؤى الملكية في إستشراف معالجة الزيادة السكانية المتوقعة للمملكة، عبر إطلاق الحكومة مؤخرا خطة للتوجه نحو إنشاء مدينة عمان الجديدة بنمط عصري يعكس الإبداع الذي وصله العقل البشري في الأردن، لتكون المدينة جاهزة خلال العقود القليلة المقبلة.

وواصل جلالته متابعة مشاريع تجعل من الأردن مركزا للتموين والإمداد في المنطقة، عبر متابعته الحثيثة للمشاريع الزراعية وإطلاق المبادرات الزراعية والتي إستهدفت البادية الأردنية بمنح الأهالي أراضي أميرية لزراعتها والإستفادة منها في تشغيل أبناء الوطن، في المناطق الهامشية والتي تعد منطلق لفرص زراعية وإنتاجية واعدة، مستفيدة منها التجربة التي عايشها العالم خلال جائحة كورونا، حيث تمكنت الإقتصادات الزراعية من الصمود أمام تقطع سلاسل التوريد وشح الغذاء في العالم.

وواصل جلالته العام الماضي بهمة وإيمان عميقين، عبر سلسلة اللقاءات المحلية والإقليمية والعالمية، ترسيخ الأردن على الخارطة الصناعية والسياحية والتجارية، حيث شكلت الأرقام الصادرة عن غرف الصناعة العام الماضي ووزارة السياحة قفزة نوعية، تخطت مرحلة التعافي من تداعيات جائحة كورونا إلى بناء وتحقيق منجزات جديدة، كان من بينها مساهمة الفوسفات والتطبيقات الذكية وصناعة المختصين بالأمن السيبراني، في جعل الأردن خيارا ذات أهمية للإقليم في الإستعانة به لمواجهة متطلبات عصر الأتمتة والفضاء السيبراني.

إلى جانب ذلك كانت مخرجات اللجان الملكية التي شكلت العام الماضي أرضية خصبة لتطوير الحياة السياسية وتنشيط الحركة السياسية في المملكة، ورسم ملامح تطوير الإدارة العامة الأردنية، في حين شكلت تشكيلة مجلس الأعيان الأخيرة نظرة إنسانية مستنيرة لجلالة الملك، حيث تم إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة ومنحهم فرصة المساهمة في الحياة البرلمانية من بوابة غرفة مجلس الأعيان حيث كانت العين آسيا ياغي أول عين من ذوي الإعاقة في تأريخ الحياة البرلمانية الأردنية.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-