خواطر بلال-المحرر
خاض الكاتب والصحفي الأردني ناهض حتر، وزميله أحمد أبو خليل، وضمن برامج
الدائرة الثقافية للبنك الأهلي الأردني غمار تجربةٍ فريدة من نوعها في توثيق أصناف
الغذاء الشعبي الأردني، وإرتباطات الغذاء بمدى التطوري الحضري والثقافي الذي شهدته
المملكة خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين.
وتناول المؤلف طبيعة الحياة المجتمعية، والإتصال الحضاري بين البدو والشوام
والفلسطينيين والمصريين إبان العقود الأخيرة من القرن العشرين، والتي عكستها
التغيرات التي شهدتها المائدة الأردنية، وخاصةً بعد تنوع المنتجات والسلع الغذائية
سواءً الواردة من التجار، أو من المرتحلين من فلسطين وسورية والسعودية في مراحل
تشكل الدولة الحديثة.
ومن مناطق معان والعقبة والكرك وإربد وعجلون وجرش والمفرق والبادية وعمان
والزرقاء، تنقل الباحثين لإجراء المقابلات وتوثيق المرويات الشعبية إزاء الثقافة
الغذائية الغنية في البلاد.
وعكس المؤلف الصادر عن وزارة الثقافة الأردنية تحت إسم :المعزب رباح-مداخل
إلى تراث الإنتاج الفلاحي-البدوي وتقاليد الغذاء في الأردن"، العلاقة
المتبادلة بين الفلاحين والبدو والمستقرين من الأتراك والشيشان والشوام
والفلسطينيين وأثر تلك العلاقة في تنويع منتجات المطبخ الأردني الشعبي.
فمن غذاء الراعي إلى البدوي المرتحل والمدني المستقر والفلاح المزارع
والقادم من الشيشان والشركس والمستقرين من الأتراك تمايزت المائدة الأردنية بأصناف
غنية من آلوان الأطعمة والتي تعكس ثقافة الخلفيات المنصهرة في البلاد ومنذ زمنٍ
بعيد.
فمن الشاي والحلاوة الوافدتين إلى المنسف الخالي من الأرز والبرغل إلى
المتكون منهما، وأطعمة البحر التي عرفت فيها منطقة العقبة تناول المؤلف مرويات
الحياة الشعبية والإقتصادية للأردنيين قبل سبعينات وثمانينات القرن الفائت.
وإستعرض المؤلف رمزية الضيف والمنسف والقهوة والحلة وآكل المناسبات بشيءمن
التفصيل في تصوير بديع لغنى الثقافة المطبخية في المملكة.
ويشكل المؤلف فرصة للقراء المهتمين بتذوق الثقافة المطبخية للشعب الأردني
الزاخر بمكونات مختلفة لها جذورها التاريخية والمرتطبة بحقيقة تشكل المجتمع
الأردني من مكونات تركوا بصمات واضحة ما قبل وبعد الإسلام وحتى الحقب المُتأخرة من
الحضارات التي مرت بالمملكة والتي كانها أخرها العهد العثماني والإنتداب
البريطاني.