لم تنعه المشارق والمغارب العربية..لكنه ترك
إرثاً يخلده سرمدياً
خوار بلال-المحرر
سبر غور الفكر الخلدوني الإجتماعي، والدور الكولونيالي
في تمثلات السينما الجزائرية، وحاز درجة دكتوراه الدولة في الفلسفة والعلوم
الإنسانية من جامعة السوربون، وعمل مُدرساً على مدى 4 عقود في جامعة الجزائر.
هو الباحث الجزائري في علم الإجتماع، عبدالغني مغربي،
والذي توفي تشرين ثان من العام 2022، وله من المؤلفات الكثير، وعل أبرزها
"الفكر الاجتماعي عند ابن خلدون"، الذي ترجمه للعربية محمد الشريف بن
دالي حسين، و"ابن خلدون:حياته وآثاره"، و"الفلاحون الجزائريون خلال
الإستعمار"، و"العالم الإسلامي من نشأته إلى نهضته"، و"تحقيق
سوسيولوجي في السياحة الداخلية بالجزائر"، و"الثقافة والشخصية في
المجتمع الجزائري من ماسينيسا إلى وقتنا الراهن"، و"ما ورثه الغرب عن
الحضارة العربية الإسلامية، أو الغرب الذي صنعه الشرق".
وأبدع المغربي عدة كُتب في السينما الجزائرية، وقد نعاه
عدد من الكُتاب والباحثين من أبناء وطنه، وسط غيابٍ للنُعاة من مشارق العرب ومغاربهم.
وبذلك، فقد رحل من عالمنا العربي، أحد أبرز أعلام علم
الإجتماع والسينما المعاصرين، والذين تركوا بصماتٍ ستبقى حية، لنا كأبناء بررة بالموروث العربي الخلدوني،
الذي صانه الغرب، وشارك في إعادة بعثه وإحياءه قليلون من أبناء عروبتنا الصالحين.
"مولده ونشأته"
ولد المغربي العام 1939م، في مدينة بسكرة الجزائرية،
لعائلة محافظة، ومثقفة، وثورية، حفظ القرآن الكريم في الرابعة عشرة من عمره،
وقادته الظروف السياسية التي رافقت الإستقلال الجزائري عن الإحتلال الفرنسي للتخصص
بالعلوم الإنسانية والإجتماعية منها على وجه الخصوص.
وشارك في سني حياته الأولى في قيادة أحد الفرق الفدائية
في فرنسا، ويعد تلميذاً روحياً وامتداداً معرفيا للعلامة العربي بن خلدون، وعمل
على المزج بين الفلسفة والتأريخ ضمن إطار المقاربة السوسيولجية التي حضيت بعنايته.
وشارك المغربي، إبان مراهقته في معرض فني، كانت لرسوماته
حضوراً لافتاً فيه، وعمل في المدارس معلما ومدرساً حتى 1969.
وعمل بعد ذلك مساعداً في علم النفس الاجتماعي وعلم
الاجتماع العام، وكان عضوا في اللجنة الوطنية لصياغة الميثاق الوطني والشعبي
للدفاع الوطني تحت رعاية الرئيس الجزائري هواري بومدين العام 1973.
"المراجع"