خواطر بلال-المحرر
تميّزت منطقة الشرق الأردني، غُداة إحتلال سورية من قبل الفرنسيين، في
أعقاب معركة ميسلون، وسقوط حُكم الملك فيصل الأول بن الحُسين، في سورية، بحالةٍ من
الضعف الإداري والسياسي، وتراشق الحكومات المحلية التي نشأت في السلط والكرك
وعجلون، تحت إمرة المُستعمر البريطاني آنذاك، السلطة والنفوذ، في ظل إستقلالٍ
عاشته العشائر البدوية الضاربة جذورها في المنطقة.
ونتيجة لضعف حال الأمن، والإدارة، شُّرع أهالي عجلون وقوادها، مُمثلين عن
أهالي الأردن، بعقد مؤتمر أم قيس العام 1920، حيثُ قدم المؤتمر للمندوب السامي
الميجر سمرست مجموعة من المطاليب.
وتركزت تلك الطلبات، التي قدمها الأهالي، بتشكيل حكومة وطنية تضم شعُاف
المنطقة، تحت قيادة أحد أنجال الشريف الحُسين بن علي، وتقديم بريطانيا الدعم الفني
والتسليحي للجيش الأردني الناشئ، ومنع الهجرة اليهودية.
وبذلك ينسب لهذا المؤتمر الفضل، في إعادة الأمور إلى نصابها، وبداية تشكل
الأردن الهاشمي الحداثي، بما عكس طموحات أبناء المنطقة في إقامة دولةٍ عربيةٍ على
أنقاض الحكومة العثمانية، والتي عجزت، أو تقاعست بالأحرى، عن تنظيم المنطقة، إلا
مُتأخراً بعدما فات الأوان من أجل ضبط طريق الحج، ومنع البدو من التعدي على قوافل
الحجيج.
المراجع:
مؤتمر أم قيس 1920، التراث الملكي الهاشمي.