أخر الاخبار

الثقافة والحياة العربية

 

ا


معاينات ثاقبة للثقافة العربية الإسلامية

خواطر بلال-المحرر

عاين الدكتور غسان إسماعيل عبدالخالق، عبر مؤلف الثقافة والحياة العربية، العلاقة بينهما في ضوء مقولو صدام الحضارات وتحديات العولمة، في إطار نقدة لمقولة المفكر الأمريكي صاموئيل هنتنجتون، المتمثلة بصراع الحضارات، والعولمة.

وبدأ عبدالخالق، مؤلفه بسردية السياسة من منظورها الفلسفي، وعلق على تجربة محمد أركون والإستشراق في ظل الهيمنة الأمريكية.

وقدم عبدالخالق، مسحاً مكثفا للعلاقة الراهنة بين الثقافة بمعناها الاستراتيجي والحياة العربية المعاصرة بإطارها القانوني السيادي، والتي ثبتت تلازمهما أحداث سيتمبر 2001.

واستعرض التموضع في الوزن النوعي للحضارة في اللغة باعتبارها حاملاً ومحمولاً  في أن، وباعتبارها أداء قابلاً للقياس بمعايير النفوذ السياسي والاقتصادي، وجهد في تقديم كشف حساب مختصر حل المصير الدرامي الذي آلت إليه علاقة المفكر بالدولة العربية الحديثة، والقصور الفكر العربي تجاه الشباب.

فيما وظف المعيار الخلدوني في محاكمة رواة العصر الحديث، من ناحية صدقهم، وصوابية رؤاهم الفكرية.

ويتمثل المؤلف بمجموعة من الأوراق التي قدمت من قبل الباحث بمناسبات مختلفة في العقد الأول من القرن الجاري، وقدم عبدالخالق ضمن أعمال الأسبوع العلمي لكلية الآداب في جامعة فيلادلفيا الأردنية العام 2003، وتناولت التقنيات الميتافيزيقية العليا التي سيرت المجتمعات تاريخيا، بإعتبارها مفتاحاً للتكوين البشري المفضي إلى المثالية الطوباوية، والصراع الطبقي والعلم الوضعي.

ويرى ليوتارد، أن بناء سرديات شمولية كُبرى تُشبه تلك التي سادت إبان الإشتراكية والرأسمالية، وكانت سبباً في حربين عالمية وأخرى باردة، وصادقت أحداث السردية الأمريكية الشاملة تلك الرؤى عند نشوب حربي الخليج والعراق وإفغانستان.

وفي صدد حديثه عن محمد أركون، ضمن أعمال المؤتمر الفلسفي الرابع والذي نظمته الحمعية الفلسفية الأردنية العام 2002، قسم جهود أركون في الإستشراق إلى أقسام ثلاث تمثلت في: مقال ضمنها كتاب نحو نقد العقل الإسلامي تحت عنوان نحو إسلامية تطبيقية، ثم كتابه من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي، وورد في كتاب لراويته هاشم صالح يدعى  الاستشراق بين دعاتهومعارضيه، ممثلا في مراجعة نقدية وتطبيقية للإسلام الحديث مرئياً من قبل البروفيسور غوستاف فون غرونباوم ورده على المراجعة.

وقدم عبدالخالق في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي في عمان العام 2002، محاضرةً حول الثقافة والحياة العربية في ضوء المشهد العالمي، وفي غمرة بحث المجمعات الصناعية العسكرية الغربية والأمريكية عن مصرفٍ لنتاجها الحربي، بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي، فوجد في الثقافة العربية الإسلامية ضالته، عندما شرع في خلق العدو الإسلامي مُمثلاً بالتطرف الإسلامي، ونجح في توظيف أحداث سبتمبر من العام 2001، سبيلاً لتعزيز ذلك ودخول الولايات المتحدة في حرب شرسة ضد ما سُمي الإرهاب الإسلامي في افغانستان والعراق.

وفي مؤتمر اللغة العربية أمام تحديات العولمة، الذي نظمه معهد الدراسات الإسلامية في بيروت العام 2002، عاين عبدالخالق جدلية اللغة-الفكر، على خلاف الفيلسوف الألماني هيردر الذي جعل اللغة تسبق العقل.

وثم عرض المعيقات التي تعيق عملية تعريب المصطلحات قديماً وحديثاً في الثقافة العربية، وربط حال اللغة بنظرية صراع الحضارات، مع تراجع تعداد الناطقين باللغة الإنجليزية أمام العربية والصينية، محدداً ملامح التقاعس والإستنهاض العربيين لخدمة اللغة.

فيما احتضن مركز الشيخ  ابراهيم بن محمد آل خليفة في البحرين العام 2006، محاضرة تحت عنوان معضلة الولاء للنموذج الغائب، وفي منتدى عبدالحميد شومان الثقافي العام 2006، محاضرة تحت عنوان شبابنا والفكر العربي الراهن من بطولة التاريخ إلى بطولة المعرفة، مطالباً بالتوقف عن توظيف الشباب كوقود بشري للشعارات السياسية أو الأيديولوجية، وتحريرهم من النموذج التاريخي الخارق، وإحلال بطولة المعرفة بدلاً من ذلك.

وقدم عبد الخالق، ضمن ندوة العلامة بن خلدون، والتي عقدت إلى جانب اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب في صنعاء خلال العام 2006، بمناسبة مرور 6 قرون على وفاته، محاضرة حول سببية تطرق الكذب إلى الخبر بطبيعتهمن منظور خلدوني.

وحدد بن خلدون في مقدمته الشهيرة، معايير قياس الصدق، والذي يحكم المؤرخين والصحفيين في يومنا، تتمثل بالتشيع للأراءومستوى الثقة بالرواة، والتهرب لأصحاب المراتب، والجهل بقوانين التطور الاجتماعي.

ختامًا، ندب عبدالخالق حظ نخبة المصلحين المعتدلين، كونهم ينتهجون التفكير الهادئ والزين، في مواجهة الأصوات العالية الغالبة من الثوريون والمحافظون المتطرفون.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-