أخر الاخبار

الأردن قصة بلدٍ نشأ من العدم






الروح الوطنية العالية شكلت رافعة للوطن

العسكر بنوا أمن المنطقة إلى جانب المدنيين

خواطر بلال-المحرر

تشكل مناسبة الإستقلال، فرصةً وطنيّة لبناء وتعزيز المُستقبل الوطني المنشود، مُستخدمةً فيها وسائل مُغايرة، لإيصال رسائل الإستقلال للأجيال الشّابة عبر السنوات.

والأردن حاله حال الأوطان، والتي تزخر بالفرص والتحديات، وقصص النجاح المبثوثة في أعمال القيادة الهاشمية، وأبناء العسكر والمدن والقُرى والبوادي والمخيمات، تلك هي الحواضن الشعبية لقصة الأردن عبر ما يزيد عن 100 سنة، مُّذ كانت هذه المنطقة منسيةً، مُقفرة لا تصلها الحضارة.

فكانت الأردن، وعقب نشأة الدولة العثمانية، مسرحًا للبداوة وغياب الإتصال بالحضارة الإنسانية، إلا أن جُغرافيتها سرعان ما فرضت نفسها على الخارطة العالمية كمنطقة نفوذ وقوة، مستمدة من طريق الحج الشامي، ومن ثم قُربها من مهد الرسالات السماوية في القدس الشريف مكامن قوتها، الأمر الذي جعلها مطمعاً لقوى الإستعمار، وكانت إن إستأثرت فيها بريطانيا عقب تفاهمات سايكس بيكو المشهورة أثناء نشوب الثورة على الدولة العثمانية.

ومثل قدوم الأمير عبدالله الأول، أحد أنجال شريف مكة الحسين بن علي، ملك العرب غير المتوج، مرحلةً جديدة في تأريخ المنطقة، حيثُ عمل الأمير على بناء مؤسسات الدولة إلى جانب رفاقه الحجازيين الذين قدموا معه، والفئات السكانية التي تكونت منها المنطقة وعلى رأسها السوريين والفلسطينيين، والشراكسة والشيشان، إلى جانب أبناء المنطقة الأصليين والذين نجحوا في تعزيز مشاركتهم في بناء وطنهم الوليد بعدما حققوه من تطورٍ في المستوى التعليمي كانوا يفتقروه نتيجة عقود التهميش العثمانية.

ومثلت ثروات الفوسفات والبوتاس والطاقة محركات إقتصادية داعمة لقوام المملكة، والتي ولدت في فم الفوضى والقلائل التي لم تكن لتفارقها منذ سنوات التأسيس وحتى اليوم، فيما نجح المزاج العام الأردني، والذي يميز قيادته وعسكره ومدنييّه، في هضم التحديات والقلاقل وإعادة إستثمارها في تعزيز الصمود الوطني والإعمار البشري الخارج توًا من ربقة النسيان والتخلف عن مركب الحضارة.

ونجحت المملكة الهاشمية، في عهودها الثلاث "عبدالله الأول والحسين بن طلال، عبدالله الثاني"، في الإنتقال من حقبة الظلام الحضاري إلى منارة في محركات الحضارة المعاصرة، فظهرت عقول أردنية خالصة في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الإصطناعي والفضاء والمعلوماتية والهندسة.

وكانت الأردن أحد المعينات التحديثية للعديد من دول الجوار، وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي، حيثُ برز شخوص أردنيين في الحراك التنموي اجتماعياً واقتصادياً في مجالات النفط والإعمار وبناء مؤسسات الدولة، حيث لعبت بريطانيا دوراً في نقل بعض الخبرة الإدارية إلى الأردن عبر موظفي الحكومة الفلسطينية تحت الإنتداب البريطاني في عشرينيات وثلاثينيات القرن الفائت.

فيما ساهمت بريطانيا في بناء مؤسسة الجيش، والتي نجحت بسواعد أردنية في ما بعد في تطوير الخدمات الأمنية والرفع من سويتها، الأمر الذي انعكس على المنطقة استقراراً وأمناً ومنعة، حيث باتت المنطقة عصية على المؤامرات والأطماع التخريبية التي لم تنتهي منذ أن وطأت أقدام الملك عبدالله الأول ثرى الوطن وحتى اليوم

فإلى جانب التحرشات الإسرائيلية، كانت الإنقلابات والجماعات الإرهابية تود الفتك بالمنطقة، وإدخالها حالة الفوضى التي سادت جوارها على مر الفترات الأخيرة من القرن العشرين وحتى اليوم، إلا ان الحكمة الهاشمية، والروح الوطنية العالية لدى الأردنيين نجحت في وأد تلك المحاولات مع تقديم الضحايا شهداء على مسرح الشرف والبطولة الوطنييّن.

وشهدت المنطقة تطوراً لافتاً، فمن منطقة منسية، صحراوية، ذات تضاريس صعبة، أهلها متقاتلون ويعانون الندرة، إلى دولة عصرية ذات مكانة مرموقة ناجحة على المستوى الأمني والدبلوماسي والتنموي،أدارت الندرة بكفاءة وإقتدار عاليين، مشكلة بذالك ملفتاً للأنظار.

ونجحت الأردن، مستمدة من الأنباط، إرث التحدي والمثابرة في الإعمار البشري رغم المخاطر المحدقة، ومتسلحة بالقيّم الهاشمية النبيلة الممثلة بقيادتها المستمدة شرعيتها من لدن صاحب الرسالة الخالدة الرسول محمد صل الله عليه وسلم، في بناء مستقبل أكثر أمناً للاجيال القادمة، على كافة الصعد، وتمكنت من بناء كفاءة قل نظيرها في إدارة الندرة في الموارد بتوظيف المعرفة والذكاءات المتعددة لأبناء الجيل الشّاب.

ولا زال يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني، صحبة شبله الحسين الثاني، سلسلة النجاحات التي راكمتها القيادة الهاشمية، منذ فجر الدولة الهاشمية الحديثة قبل أكثر من 100 سنة.

وإختطت مؤسسات الدولة في عهد الهاشميين، طريقها نحو بناء دولة المؤسسات والقانون، القائمة على مبادئ الأنسنة، وحقوق الإنسان، المستمدة من القوانين الدولية والرسالة الإسلامية الخالدة قيمها ومرتكزاتها، كيف لا وهي تتشرف بقيادة عمداء آل البيت النبوي الطاهر منذ مطلع القرن العشرين.

#خواطر_بلال #عيد_الاستقلال77 #الإستقلال_77

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-