أخر الاخبار

لم يمسسني بشر

 



خواطر بلال-المحرر

ناقشت الكاتبة الأردنية، وزيرة الطراونة، في روايتها المعنونة، بـ"لم يمسسني بشر"، والصادرة عن دار الآن ناشرون في العاصمة الأردنيّة عمان، العام 2020، حالة العلاقة المضطربة بيّن الأم والبنت، نتيجة ظروفٍ نفسية محاطة، على رأسها الغيرة والحقد والنقمة على عطايا الله.

وسعت الطراونة، عبر إستنطاق شخوصها الروائية، تصوير الأم المتغطرسة "إبتسام"، في التنكيل بالفتاة سارة، والتي أسبغت عليها صورة الفتاة المثقفة الحسناء، والتي تكابد عناء الحياة مع تلك الأم، والتي تشعر إزاءها بالحقد والغيرة، لما حباها الله من حُسنٍ ورقةٍ ومحبة الخال والجد والجارة مريم الطيبة، تلك التي لم تنجب.

وتناولت الطراونة، شخصية الأب الضعيفة، أمام سطوةِ الأم إبتسام، النهمة والتي تُقدس المال، وتمنح الحب لإبنتها الثانية إيمان، نتيجة كونها إنعكاس لها فهي بدينة وغير مجدةٍ بدروسها، فيما تدلل إبنيها الطفل والآخر الناعم والرقيق، واللذان يمارسان دورهما في تعنيف سارة إسوة بالأم.

وبإستعاراتٍ قُرآنيةٍ بديعة، تصور الطراونة يوميات القهر والظلم والضنك، التي تعيشها سارة، ومحاولة إبتسام تزويج الفتاة طمعاً بالمال، والتي فشلت في محاولتيها الأولى بفضل الخال وتدخلاته، والثانية بسبب إقدام سارة على الإنتحار بعد صدور نتائج التوجيهي خاصتها، والتي كانت تظهر تفوقها.

وتترك الطراونة القارئ، أمام تجربة نفسية، توحده مع سارة وآلمها، وتبالغ في تقبيح الأم المتسلطة، غير متناسية الإشارة للدوافع المحركة لشخوص القصة، فالخال يحب سارة لأنها تشبهه في حُب الأدب والشعر، وتكره الأم سارة لأنها ترى فيها الفتاة الجميلة والحسناء والجذابة على خلافها، فيما تغدق العطف على إيمان التي تشاركها القبح والبدانة والسمرة.

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-