آلاف القتلى والجرحى وملايين المشردين في
تركيا
الحرب الأهلية تعمق الآثار في سورية
الزلزال وصف بزلزال العصر
سلسلة زلازل ناجمة عن تحرك صدع الأناضول
خواطر بلال-المحرر
سارعت الحكومة التركية، ومنذ اللحظات الأولى من وقوع
"زلزال العصر"، في شهر شباط من العام الجاري، إلى تقديم المساعدات
المالية والإعاشية، والمعنوية، في مسعىً لها إلى تقديم العون إلى ملايين الآتراك
والمقيمين، الذين باتوا مشردين بفعل زلزالين كبيرين تراوحت قواهما بين 5-7 درجات
على مقياس ريختر شباط الماضي.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمواصلة تقديم
المساعدات إلى متضرري الزلزال في بلاده، فيما سارعت دول ومنظمات ونشطاء ومشاهير،
إلى تقديم العون والمساعدة لمنكوبي الزلزال الذي ضرب أجزاءا من تركيا وسورية بما
يعرف تاريخيا بلواء الإسكندرون، والذي اقتعطته تركيا من الأرض السورية.
وتركزت الأضرار الناجمة عن الزلزال، في مناطق كهرمان
مرعش وغازي عنتاب وديار بكر وأضنة، إلى جانب حمص وحلب واللاذقية على الجانب
السوري، ونتج عنه قتل آلاف البشر وإصابة عشرات الألاف منهم، وتشريد الملايين
وجعلهم بلا مأوى.
وضمن حملة زلزال المساعدات الإنسانية، هبت الجهود
الإنسانية المحلية والدولية إلى إسناد المتضررين في تركيا، عبر تدفقات نقدية،
أثمرت قيام الجهات الفاعلة على الأرض، بتوفير
المساعدات الإعاشية والمأوى للمتضررين، من الزلزال، والتي لا زالت أثاره وتداعياته
لم تطويها الذاكرة، ولا الوقائع، إذ شهدت منطقة الزلزال في تركيا وسورية حتى نهاية
نيسان الماضي، مئات الهزات والتي وصفت بالخفيفة، تخللها بعض الهزات المتوسطة
والشديدة خلال الفترة الماضية، الأمر الذي عمق المعاناة والخوف من قبل الناس في
تركيا وسورية، والتي تعاني هي الأخيرة من ويلات الحرب الأهلية منذ ما ينوف عن عقدٍ
من الزمن.
وأعلنت وزارة الداخلية التركية نيسان الماضي، مناطق
محيطة بمنطقة الزلزال، مناطق كوارث ومهددة بنيتها نتيجة الأضرار التي لحقت فيها
على مختلف المستويات الشديدة والمتوسطة والخفيفة.
فيما أعاقت الظروف السياسية والعسكرية التي تعانيها
منطقة الزلزال في سورية، جهود الإنقاذ وجعلتها تعاني الضعف والهشاشة، فيما لم تكن
إحصاءات الضحايا والمتضررين دقيقة، سواء تلك الصادرة عن الحكومة السورية، أم القوى
المعارضة الكردية أوالتابعة للمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، مما عمق آثار
الزلزال، ودفع السكان المحليين إلى المجازفة بما يملكون من إمكانات متواضعة في
سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه على الصعيد الإنساني.
فيما وصفت وكالة الكوارث والطوارئ التركية
"آفاد"، الزلزال في أحد إدراجتها عبر موقعها الإلكتروني، بزلزال العصر،
بما يعكس جسامة الأضرار الناجمة عنه، والشدة العالية التي شهدته فيه مناطق واسعة
من البلاد وسورية، فيما شعرت به بلدان لبنان والأردن، وبلغت أثاره الدنيا، حيث تبع
الزلزال عدة زلازل ضربت مناطق مختلفة حول العالم.
وقال الخبير الجيولوجي التركي الأستاذ الدكتور مصطفى
ساغديش من قسم الجغرافيا بجامعة يلدز التقنية، في حديث صُحفي فبراير الماضي، أن
تركيا توجد على خط صدع الأناضول الشمالي مما يجعلها عرضة لنشاط زلزالي على مختلف
المستويات خلال السنوات القادمة، ورغم أن المنطقة لم تشهد منذ 5 قرون زلزالاً بهذا الحجم، فإن عودة النشاط
الزلزالي وبهذه القوة ينذر بحدوث زلازل مماثلة خلال الفترة الزمنية المقبلة وعلى
مدى سنوات لاحقة.
وأشار ساغديش إلى الوثائق التاريخية، والتي ذكرت تعرض
مدينة حلب والتي تشارك تركيا ذات الصدع، إلى زلزال مدمر العام 1138م أودى حينها
بقتل 131 ألف إنسان.
فيما دعى الخبير التركي، إلى إعادة توزيع المناطق
السكنية على الأراضي والتي تمتاز تربتها بالصلابة لمحاولة التقليل من آثار الهزات
الأرضية المتوقعة مستقبلاً إنسانيا ومادياً.
المراجع
الرئيس أردوغان:بدأنا دفع 15 ألف ليرة
لمساعدة الناجين من الزلزال اعتبارا من اليوم.
حملة زلزال المساعدات الإنسانية.
حول منطقة الكارثة التي تؤثر على حياة عامة
الناس.
هزة ارتدادية في لواء إسكندرون شعر بها سكان
الاذقية وحمص وحلب.
خبير تركي: استمرار نشاط صدع الأناضول سيؤدي
إلى مزيد من الزلازل والهزات الارتدادية (فيديو).