تختلف أنماط العنف الموجه صوب المرأة، بيّن ما هو بدني، ونفسي وإقتصادي، وعلَّ أشدُها اللفظي، الأمر الذي يعززها الصراع الوظيفي بيّن الأدوار، على أساس الجندر.
وتعرضت الأسرة الأردنية، إلى مجموعةً من التغيرات الوظيفية على أساس النوع الجندري، بُعيد خروج المرأة إلى سوقي التعليم و العمل معاً، إلى جانب الرجُل، مما أشعر الرجل بإهتزاز مكانته التقليدية في مراكز المجتمع التي كانت حكرًا عليه.
وتتعدد أسباب العنف الأسري، من ضمنها، تعاطي المُخدرات، وتبادل الأدوار الوظيفية، وشعور الرجل بالعجز والتهميش عن دوره التقليدي، إلى شعوره بأن المرأة شغلت أدواره، وتقاعست عن أدوارها التي كانت تريح جانبه في أحد مؤسسات المجتمع البنيوية مُمثلة بالأسرة.
وتختلف النظريات المُفسرة للعنف الأسري، والتي منها صراع الأدوار الجندرية، التي تُعد إستمرارية للمفكر جوزيف بليك، والتي تترجم الحالة التي تُصيب الرجل، غداة محاولته تمسكه بأدواره المُجتمعية التقليدية.
وقادت الظروف التي جلبتها العولمة، وحركة حقوق المرأة، والتي وضعت المرأة بنديةٍ مع الرجل في الحراك الطبقي والوظيفي والتعليمي مُجتمعةً، الرجل إلى سلوك سلوكات عنيفة متعددة صوب المرأة.
وتساهم عملية تحرر المرأة من القيود العُرفية في المجتمع، بسعي الرجل إلى مُمارسة العنف تجاهها، تحت غطاء التفوق الذكوري والمحافظة على الفضيلة والشرف، والأخلاق، فتُضرب وتقتل، وتمنع من الخروج إلى المجتمع لممارسة حيواتها المتعددة، وتحرم من إستقرار حالتها النفسية، والمادية، وتتم السيطرة الذكورية على مُمتلكاتها وفق الدراسات التي تناولت العنف الموجه ضد المرأة.
ومن النظريات المفسرة كذلك للعنف الموجه ضد المرأة، الدور الإجتماعي والتفاعلية الرمزية والنسوية والصراعية والبنائية الوظيفية والتعلم الاجتماعي.
المصادر والمراجع-بتصرف
صراع الأدوار الجندرية ودوره في العنف الأسري، فتحي الأغوات، فضاءات للنشر والتوزيع، 2015.