خواطر بلال-المحرر
شكل الحراك الثقافي الوطني، في المملكة، حالةً خاصة
تساوقت ومراحل تطور ونشوء الدولة الهاشمية في الأردن خلال العقد الثالث من القرن
الفائت، مُتسلحةً بإرث ورسالة الثورة العربية الكُبرى، وقوى التحرر العربي التي
رافقت الملك عبد الله الأول بن الحُسين إلى عمان.
وشكلت عمّان بذلك إمتدادًا للنشط الثقافي العربي، الذي
اشتد أواره عشية الحراك السياسي العربي الذي أنشد الإستقلال وتكوين الدولة
العربية، ضمن تيارات قودينية مُتشعبة "قومية دينية"، فكان البلاط الملكي
العامر حاضنًا للثقافة العمانيّة في مراحل تكونها الأولى.
ولعب الملوك الهاشميين، دورًا في رفدِ الحركة الثقافية
الوطنية، عبر تنظيم خلوات الأدب في عهد الملك عبد الله الأول في قصر بسمان العامر،
وساهم الملوك الهاشميين بدعم رعاية الدولة للحركة الثقافيّة عبر وزارة الثقافة ومديرية
التوجيه المعنوي ذات الجذر العسكري، فإحتضنت الحكومة والجيش معاً الحركة الثقافية
الوطنية في مهدها، مُقدمةً لها الرعاية والإسناد، ومنظمة لأذرعها المُمثلة
بالإذاعة والتلفزيون إلى جانب الصحافة.
وكجُزء من التنافسية التي سادت الأوساط الأهلية في رعاية
الحركة الثقافية وعلى وجه الخصوص الكتاب الأردني، والتراث والتأريخ الأردني
الحديث، سارع البنك الأهلي وهو من البنوك الرائدة التي رافقت المملكة في سنيّ
نشأتها الأولى، إلى التعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكُبرى، في سبيل إنضاج
ودعم المشاريع الثقافية الرائدة على المستوى الوطني.
وقد ساهم البنك الأهلي عبر السنوات والعقود الفائتة، في
إصدار سلسلة من الكُتب تُعد بالمئات، وكان ذلك منافسًا للبنك العربي الذي ضم بيّن
جنباته مؤسسة عبد الحميد شومان، وتعود نشأة البنك الأهلي إلى العام 1955، وهو أول
بنك في القطاع المصرفي الأردني من حيث النشأة على المستوى المحلي.
وبالإضافةِ إلى دوره الريادي في تقديم جودة خدمات مالية
ومصرفية مُمتازة، فإن البنك إستهدف منذ النشأة ترك بصماته على الساحة الثقافية
والتي رافقت نشأته بروزها بعدما تمكنت المملكة من تلمس طريق التكوين والاستقلال
والاستقرار.
ومن المشاريع الثقافية التي عمل عليها البنك، مشروع
الدمج الاجتماعي من خلال الموسيقى بالتعاون مع مركز هيا الثقافي، إلى جانب شراكته
مع جمعية قرى الأطفال ومؤسسة ولي العهد في دعم الطفولة، وعضويته في في مجلس أمناء
مؤسسة انجاز الشبابية، وشراكته مع مؤسسة الأميرة عالية في دعم مبادرة بصمات خضراء، إلى جانب مبادرات
البنك في رعاية المسنين والصحة النفسية.
ودعم البنك الأهلي خلال السنوات الماضية، عدة مبادرات في
مجال الثقافة والفنون، وعلّ أبرزها إنشاء مركز بيت يعيش الثقافي في منطقة جبل
اللويبدة في العاصمة الأردنية عمّان، بالتعاون مع الجمعية الوطنية للمحافظة على
البتراء، علاوة على دعمه مبادرة المتحف المتنقل في المدارس الحكومية تحت عنوان:
بالريشة بنصنع السلام.
وسارع البنك الأهلي العام 2005، إلى إنشاء مؤسسة
مُستقلة تحت مظلته، تُعنى بالشأن الثقافي تحت إسم "أهلنا"، والتي أتت
بدعم من معالي رجائي المعشر رئيس مجلس الإدارة آنذاك، وبمشاركة من المستشار
الإعلامي والكاتب الصحفي الراحل ناهض حتر، بما يعكس الأهمية التي يوليها البنك
للحراك الثقافي الوطني.
المراجع:
صحيفة الرأي
ويكبيديا الموسوعة الحرة
البنك الأهلي