خواطر بلال-المحرر
تُقاسي المرأة الأردنيّة في بعض الأسر، ونتيجة عوامل
الثقافة والطمع، وغياب الضمير، ألوانًا من صور التعذيب الاجتماعي، وتزداد تلك
العذابات، في أوساط النسوة الأرامل، واللواتي لم ينجبن الذكر منهن على الخصوص.
"إن شاء الله ولد"، فلم أردني يعود للمخرج
الثلاثيني أمجد الرشيد، والذي شارك الشهر الماضي ضمن مهرجان كان السينمائي، يُسلط
الضوء على الضغوط التي تُجابهها المرأة التي فقدت زوجها، وباتت كونها لم تنجب
الذكر، نهبًا لأقارب زوجها الذين قد يطمعون في الإستيلاء على أموال الزوج المتوفى.
وتحت ستار الدين، يعمل البعض من الناس على إستغلال
السيطرة الذكورية في المجتمع العربي عمومًا والأردني كجُزء منه، على
الإستحواذ على تركة الزوج المتوفى، ولا
يبالي أن تواجه الأرملة وبنتها أن كان لديها بنات مصير الضياع والتشتت دونما حامٍ
حقيقي يكفل حق المستضعفات من النسوة في ما يتركه الأزواج المتوفين.
ورغم العدالة التي يوزع فيها الإسلام التركة، فإن الكثير
من الأشخاص قد يستمرئ التحايل على تلك العدالة في الإستيلاء على التركة تحت ذرائع
شتى، وخصوصًا إذ ما كانت المرأة عاجزة عن اللجوء إلى القضاء والذي لا تجرؤ بعض
النسوة اللجوء إليه نتيجة الثقافة المجتمعية التي تعزز من سطوة الذكور على حساب
مهاجمة تنمرد النسوة أحيانًا.
ويشير الرشيد في حديث صحافي نُسب له أيلول الماضي، إلى
حساسية المسألة بالنسبة للمجتمع، ويشكل الفيلم بذلك جُزءًا من الأعمال السينمائية
التي تهتك ستر المحرمات في المجتمع الأردني ذو المزاج المحافظ إلى حدٍ ما، والذي
يأنف أفراده الإعتراف بالعيوب والتشوهات الثقافية التي تغمط المرأة حقوقها، ليس
على أساسٍ ديني مُحدد، بل نتيجة الثقافة التقليدية التي هي في صف الذكور دومًا.
فيما ساهمت
الهيئة الملكية الأردنية للأفلام في دعم الفيلم، والذي شارك بمهرجان كان السينمائي
في نسخته 76، وشارك فيه كل من: منى حوا، وهيثم العمري، وسلوى نقارة، ويمنى مروان،
إلى جانب محمد الجيزاوي وإسلام العوضي في العمل، والذي هو من إنتاج شركة
إيمجيناريوم فيلمز.
ويروي الفيلم قصة الأرملة نوال وتقوم بدورها
"حوا"، والتي تفقد بيت الزوجية التي تسكنه صحبة ابنتها غداة وفاة زوجها،
لتقاسي تحديات وصراعات مع شقيق زوجها المتوفى والذي يسعى في الإستيلاء على ما خلفه
شقيقه بحيلٍ مختلفة.