أخر الاخبار

خوارق اللاشعور وأسرار الشخصية الناجحة

 


                             

خواطر بلال-المحرر

قدم العالم العراقي، علي الوردي، تحليلاً علميًا لما أسماه "خوارق اللاشعور"، ويعود إهتمام العلماء في القوى النفسية الخارقة إلى الباحث راين من جامعة ديوك بعد العام 1930م.

وحول منتقدي فكرة القوى النفسية، قال الوردي أن لكل شخص إطار فكري يحكمه، وما أبتلي فيه الناس في الشرق على الخصوص، من فكر إرسطو طاليسي يؤمن بالمسلمات والثنائيات، يحد من تقبل الناس فكرة القوى النفسية.

وطرح الوردي تساؤلاً حول سماع قروي لم يرى المذياع في حياته عن ردة فعله، مُعتبرًا أنها ستكون ردة فعل مستغربة ومتعصبة لفكرة رفض الراديو، في حين أننا اليوم تجاوزنا كثيراً العلم بآلية عمل الراديو.

ويعرف الوردي الإطار الفكري، بأنه الثفافات والمعارف والخبرات التي تكونت لدى الإنسان نتيجة احتكاكه بمحيطه المجتمعي.

في حين يمثل الفكر الأرسطو طاليسي، فكر البرج العاجي، والذي يؤمن بالمسلمات والنتائج، ولا يؤمن بالتناقضات الأمر الذي أخر تطور العلوم الاجتماعية  في المناطق التي أبتليت بمفكرين من هذا الطراز.

وحول العلاقة بيّن الإرادة والنجاح، فإن الوردي يرى أن تاثيرات العقل الباطن أشد وطأة من الظاهر في تحقيق النجاح، فمن يوحي لنفسه بالفشل حتماً سيحقق الفشل، في حين أن إطلاق العنان للعقل الظاهر يسلبُ الومضات النفسية التي لطالما تخرج من أغوار اللاشعور من ذاك الذي يسميه الوردي بالعقل الباطني تجاوزًا.

وقدم الوردي أدلة بحثية لعدد من البحوث التي جرت على أشخاص وردت منهم إشارات خارقة عن العادة والمألوف، عزز فيها دور الومضات النفسية في إيجاد عادات خارقة للمألوف كإصابة التوقعات وبشكل دقيق، كالتنبؤ بوفاة شخص ما أو وقوع حدث ما بشكل تفصيلي دقيق أو أقرب إلى الدقة.

وعرض الوردي الجدل الذي أحاط الأبحاث التي تعلقت باللاشعور على مستوى العالم، وأكد الوردي أن العلماء حاولوا إبطال الإدعاءات بمثل هذه الأمور إلا أنهم سرعان ما تشكلت لديهم شكوك حول عدم دقة عدم وجود تلك القوى النفسية الخارقة، ورغم أنهم كانوا يعتقدون أنها من أفانين الشعوذة والأساطير إلا أن الأبحاث التجريبية الحديثة نسبيا كشفت عن بعض السلوكيات اللاشعورية الخارقة للعادة.

وأكد الوردي في مؤلفه المعنون بخوارق اللاشعور وأسرار الشخصية الناجحة، على أن العقل الباطن لا يعمل إلا في حال ضعف نشاط العقل الظاهر، وقلما تجد أحدهما يعملان في سياق واحد، فالمبدعين حين تحين لحظة إبداعهم مثلا لا يجرون العقل الظاهر على أعمالهم كأمثال القادة العسكريين والكتاب وغيرهم.

  وصدر المؤلف عن دار الوراق للنشر والتوزيع، في العاصمة العراقية بغداد، العام 2017.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-