أخر الاخبار

نظرية المشكلة الاجتماعية ذات الحدين عند علي الوردي


 

خواطر بلال-المحرر

يرى العلامة العراقي، علي الوردي، أن للإتفاق داخل الجماعة مساوئ، تعادل الحسنات، فتقدم المجتمع، يلزمه الإختلاف والتنازع كي يسير في ركاب الحضارات المتطورة، وإلا فسيكون كالمياه الراكدة آسنة.

فالاتفاق داخل الجماعة، يعزز التماسك بين أفرادها، ويجعلها موحدة أمام الجماعات الأخرى، هذا ولكن ذاك الاتفاق، يمنعها من التطور والتكيف مع الظروف المستجدة.

وتقول البحوث الاجتماعية الحديثة، والتي جرت على المجتمعات البدائية، أنها تواجه صعوباتٍ في التقدم والتغير الاجتماعيين، ذاك أنها تتعصب إلى قيّم وتقاليد السلف.

وقد يحدث أن ينشب النزاع داخل المجتمع البدائي، بيد أن هذا النزاع ناشئ عن غايات شخصية، لا مبدئية، ولا يتحرك المجتمع وفق الوردي، إلا بالنزاع المبدئي، قائم على تنازع نوعين من المبادئ، كمبادئ السلطة والمعارضة، والرأسمالية والإشتراكية أو الشيوعية.

والحركة الاجتماعية كذلك، لها محاسنها ومساوئها حالها حال كل شيء في هذا الوجود، ولطالما تحترق النفوس على مشبك التطور الحضاري السادر.

فمن عادة الناس في باريس أن يلهثوا وراء المجهول ليلاً نهارًا ، بيد أن المجتمعات الساكنة لطالما ترى أن في العجلة الندامة، وأن مهما ركضت في هذه الدنيا غير رزقك ما بتحوش "لو تركض ركض الوحوش غير رزقك ما بتحوش".

وهنا هو عينُ مقهوم المشكلة ذات الحدين، فالبشرية لا أمامها سوى طريقين، هما طريق التطور والشقاء، والطمأنينة والركود، ويُحال أن تسير البشرية في كلا الطريقين معًا.

ويرى توينبي، أن المدنية تسودها الإبداع، فيما يسود التقليد حياة البداوة، وهذه النظرية صاغها العلامة العراقي الوردي الذي عاش بيّن 1913-1995، وهو ذو نزعة علمانية، ألف العديد من المؤلفات منها خوارق اللا شعور، ووعاظ السلاطين، ومهزلة العقل البشري، وتاريخ العراق الحديث في ستة أجزاء، وشخصية الفرد العراقي، ومنطق إبن خلدون، والأحلام بين العلم والعقيدة، وأسطورة الأدب الرفيع.

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-