أخر الاخبار

نيجيريا: إنقلاب يطيح بأول حكومة منتخبة ديموقراطيا


 

خواطر بلال-المحرر

شهدت النيجر خلال الأيام الماضية، إنقلاباً عسكرياً أطاح بالحكومة المدنية في البلاد، وسط مخاوف دولية، من تصاعد وتيرة تجارة البشر والأعمال الإرهابيّة التي تنفذها بيّن الحين والآخر جماعات ترتبط بتنظيم الدولة داعش ، والقاعدة الإسلامية.

ويعبر الخبير الأمني محمد الطالب، في حديثٍ لفضائية سكاي نيوز، عن مخاوف دولية حقيقية، من توغل تنظيم داعش الإرهابي، داخل الأراضي النيجيرية، وسط حالة الإنقسام التي تُخيم على المؤسسة العسكرية في البلاد عُقب الإنقلاب العسكري.

 وبدأت الأحداث تتصاعد تترى، في البلد الإفريقي، عُقب قيام عناصر من الحرس الرئاسي، بالمبادأة في إعتقال رئيس الحكومة  النيجرية محمد بازوم، والذي شهد عهده إنقلاباً مُماثلاً باء بالفشل.

ويُعد بازوم أول رئيس حكومة نيجري مُنتخب، منذ الإستقلال العام 1960، وترأس بازوم الحكومة النيجرية العام 2021، عبر إنتخابات جرت في البلاد لأول مرة في تاريخها، وهو ليبي الأصل، خلفاً لمحمدو يوسوف، ليكون في حينه أول رئيس مُنتخب من الأقلية العربية، وبعيداً عن الحسابات القبلية التي تحكم المنظومة السياسية النيجيرية تقليديًا.

وخاض بازوم، خلال سني حياته غمار السياسة النيجرية، ورغم كونه من الأقلية العربية في البلاد، حظي بمكانة متميزة خلال تنقله بيّن المُعتقل السياسي والأحزاب إلى الحكومات المتعاقبة وزيراً فرئيساً العام 2021، مُنتخباً في نادرة بتاريخ جمهوريات غرب إفريقيا، والتي لم تعتد مثل هذا النوع من الإنتقال السلمي في السلطة.

وتُعد النيجر مُستعمرة فرنسية قبل مغادرة الإحتلال الفرنسي لها العام 1960م، فيما شرع رئيس بنين باتريس تالون، في محاولةٍ للتوسط بيّن الفرقاء في مُحاولةٍ لإعادة الإستقرار للبلاد.

ونيجيريا، تُعد دولة مُسلمة ومجتمعها ذا جذور بدوية، وهو ينحدر في معظمه من قبائل الهوسا وعشائر أخرى، مع تواجد بعض الوثنيين في المجتمع.

وبدأت الأحداث في التصاعد خلال الأربعاء الماضي، عندما نفذ عناصر من الحرس الرئاسي إنقلابًا على الرئيس بازوم، في حين رد الجيش النيجيري في حينه بمنع الحرس الرئاسي من الوصول للقصر، فيما أُحتجز مسئولين بارزين في مقار سكناهم بالعاصمة النيجرية ميامي.

ويتهم الإنقلابيون الحكومة النيجيرية بالفساد، وعدم القضاء على التنظيمات الأصولية الإسلامية، وعدم النجاح في إحلال الأمن والسلم المُجتمعيين.

وتزعم رئيس وحدة الحرسالرئاسي الجنرال عبدالرحمن تشياني الإنقلاب، في البلاد التي تُعد بالمرتبة السابعة ما بيّن الدول الموردة لليورانيوم.

ردود فعل دولية غاضبة

وعبرت الخارجية الفرنسية، عن نقمتها تجاه الأحداث الأمنية، الواقعة على أراضي حليفتها في الساحل الإفريقي، ودانت الخارجية محاولة الإستيلاء على الحكم بالقوة.

ونددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، بالإنقلاب داعية الإفراج عن المعتقلين، فيما حذر إنقلابيي بوركينا فاسو، ومالي، من أيِّ  تُدخل عسكري خارجي في الأحداث الجارية بنيجيريا، مما من شأنه أن يُشعل حربًا في المنطقة، ويُعد عدواناً على كليهما، رداً على نوايا قادة غرب إفريقيا إستخدام القوة في إحباط الإنقلاب العسكري في نيجيريا.

ورفضت بوركينا فاسو ومالي وغينيا، العقوبات التي أقرها قادة غرب إفريقيا، على زعماء الإنقلاب العسكري النيجيري، وأكدت عزمهما على الإنسحاب من المجموعة الاقتصادية في حال حدوث أي تدخل عسكري.

إلى ذلك، منح قادة سيدياو المجموعة العسكرية في نيجيريا إسبوعًا للعودة عن الإنقلاب، وقرر القادة تعليق المبادلات التجارية وتجميد أصول الإنقلابيين، مما يعكس حالة الإنقسام داخل المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا.

ولوحت الولايات المتحدة في فرض عقوبات على الإنقلابيين، وعدم الإعتراف بهم، بيد أن الإنقسام الماثل في منطقة الساحل الإفريقي أودى بردات الفعل الدولية إلى حالة من الضبابية.

فيما اكتفى صندوق النقد الدولي اليوم الثلاثاء بمراقبة الموقف العام في نيجيريا، وأكدت رئيسة تامفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن العلاقات المتينة التي تجمع الإتحاد الأوروبي ونيجيريا، مُعتبرةً أن الإنقلاب يعرض تلك العلاقات للخطر.




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-