خواطر بلال-المحرر
تضم محافظة الكرك، بين جنباتها العديد من المواقع، ذات البعدين التاريخي والتراثي، المغرقين في الزمن السحيق، بما يعكس الحضارات الإنسانية التي مرت على أرض المحافظة، والتي تعود لأزمنة سالفة طويلة.
أحد هذه المعالم، هي عين الست والجسور العثمانية، حيث تعد عين الست، أثرا لعين ماء كانت دائمة الجريان، أنشأ عليها المماليك العام 1200م، مبنى ذا طابقين، أحداهما لحماية العين من التلوث، والأخر استراحة لمرتادي العين.
ويقول الباحث حامد النوايسة، من سكان المنطقة، في حديث لوكالة الأنباء الأردنية-بتر، أن سبب التسمية يعود إلى وجود ستة أنفاق متلاصقة محفورة بسفح الجبل الصخري المجاور، كانت تستخدم كمدافن عند المماليك، فيما لا زالت الأنفاق الست شاهدة على تاريخ هذا الموقع.
وأقيم المبنى في منطقة، كانت تُدعى بوادي طوى، وفق الباحث الدكتور يوسف الحباشنة، وكانت الأحياء الشرقية تتلقى مياهها من هذه العين، قبل جفافها وتحولها إلى مواقف للمركبات، وكما حوت مسلخ لبلدية الكرك الكبرى أغلق منذ زمن.
فيما تعد الجسور العثمانية، أحد المعالم العائدة للعهد العثماني السالف، وتنتشر في المملكة العديد من تلك الجسور، ويقع أحداها في محافظة الكرك، والذي كان يستغل حتى بناء وإفتتاح الجسر الحديث العام 2016، وكان يربط ضاحيتي المرج والثنية معا، وتمتاز الجسور العثمانية بالمتانة والصلابة في مواجهة تقلبات الظروف المناخية، والتي تأثرت فيها المملكة خلال العقود المنصرمة.