خواطر بلال-المحرر
بريكس شراهة التوسع تغري الدول في المنافع
خلال قمةٍ إستضافتها جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا خلال الإسبوع الجاري، عقد قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، العزم على توسعة نفوذ كتلة مجموعة بريكس الإقتصادية، وذلك بدعوة دول السعودية ومصر والإمارات وإيران، إلى جانب دول أخرى الإنضمام للمجموعة.
ويأمل أعضاء المجموعة من الخطوة، مواجهة الهيمنة التي تميز مجموعة السبع على الشؤون العالمية، فيما كانت الصين أكبر الداعمين للتحرك، وبمعاونةٍ من قبل روسيا وجنوب أفريقيا، في حين أبدت الهند والبرازيل تحفظات تتعلق بتجيير المجموعة لحساب الصين وتنفير الغرب.
فيما رحبت مصر على لسان رئيسها عبدالفتاح السيسي بالخطوة، وشاركت السعودية عبر وفدٍ أثناء الإجتماعات، لكنها لم تعلق بعد على الدعوة، في حين أبدت 20 بلداً من بلدان جنوب العالم رغبة في الإنضمام للمجموعة، والتي من المتوقع أن يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي نظيرتها مجموعة السبع بحلول العام 2040.
السعودية وإيران والإمارات ومصر والأرجنتين وأثيوبيا..تناقضات السياسة هل تجمعها منافع الاقتصاد من بوابة بريكست؟
إلى ذلك، أعلن رئيس جنوب أفريقيا، إستكمال إجراءات ضم البلدان الست بحلول العام المُقبل "2024"، وعبر وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، عن إستعداد بلاده النظر في الدعوة، قبل حزم الموقف منها، إلى جانب مساعي بلاده المحافظة على إستقرار سوق الطاقة العالمي.
وعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إنضمام بلاده، خطوة في تعزيز معارضة التكتل للهيمنة الأمريكية، فيما وصف المستشار السياسي للرئيس الإيراني، السيد محمد جمشيدي، الخطوة بالتاريخية والنجاح استراتيجي للسياسة الخارجية للبلاد.
ورحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالدعوة، مؤكدًا تطلع بلاده للتعاون مع أعضاء المجموعة على الصعيد الاقتصادي، ورحب الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، بقبول ضم بلاده للمجموعة، في ظل رغبة الإمارات العمل مع المجموعة بغية تحقيق التنمية والمنفعة لدول المجموعة.
وأبدى الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، ورئيس إثيوبيا آبي أحمد، عن ترحاب بلديهما بالدعوة، عاقدين الآمال على مساعدة المجموعة لهما في مواجهة التحديات الإقتصادية التي تواجه البلدين.
بريكست.. هل ستشكل تحديًا للهيمنة الأمريكية؟
وتأسست المجموعة العام 2009، على غرار مجموعة السبع، وعملت منذ ذلك الوقت على تشكيل كتلة إقتصادية متنوعة في مواجهة الهيمنة الرأسمالية على الاقتصاد العالمي، في حين رأت الولايات المتحدة، أن تنوع المجموعة سيشكل عائقاً أمام كونها تحديًا جيوسياسيا للبلاد المُهيمنة على المشهد الاقتصادي العالمي، منذ إنهيار الإتحاد السوفيتي مطلع التسعينيات من القرن الفائت.
ودفعت الظروف التي خلقتها الحرب الروسية-الأوكرانية، الكتلة الشرقية والتي تمثلها روسيا والصين تاريخيا، الشهية نحو منافسة الولايات المتحدة على كافة الصعد، ومنها الاقتصادية والعسكرية إلى جانب التكنولوجية منها، ومنذ العام الفائت "2022"، تعالت الأصوات التي تتحدث عن بدء تشكل نظام عالمي جديد، ذو أقطاب مُتعددة ومتباينة، في خلاف النظام القطبي الأوحد الذي خيم على العالم منذ تسعينات القرن العشرين.