خواطر بلال-المحرر
يشكل الماء حاجة ملحة بالنسبة لجسم الإنسان، ويساعده في أداء وظائفه، فيما يقود نقصان المياه إلى تعرض صحة الإنسان للمتاعب، بيد أن الإفراط في شرب الماء يشكل في المقابل خطرا قد يكون مميتا للإنسان في ذات الحين.
ويعد التسمم المائي، أحد تلك المخاطر، ويحدث عندما تعجز الكليتين، عن تصريف المياه الداخلة على جسم الإنسان، إذ أن قدرات الكليتين في ذلك محدودة، ويمكنها التعامل مع حوالي لتر واحد من المياه في كل ساعة.
وفي حين تتباين كميات المياه التي تفي الجسم كفايته، بيد أن الخبراء ينصحون بألا تزيد عن اللتر الواحد في كل ساعة.
كما ويتوجب على الشخص تناول حاجاته من الماء والسوائل والغذاء بطريقة متوازنة ووفق ما يطلبه الجسم، وتختلف أعراض التسمم المائي، تبعا للفئات العمرية، وقد يتعرض البالغين لآلام الرأس، والغثيان والتقيؤ، وتشنج العضلات، وتقلبات الحالة المزاجية والعقلية، وتوقف التنفس أو صعوبته، إلى جانب كثرة التبول وتقلبات ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب، وتشوش الرؤية.
إلى ذلك، قد تؤدي سلوكيات الأمهات مع أطفالهن، في إدخال كميات كبيرة من المياه، وتعليم الأطفال السباحة، إلى أعراض قاتلة جراء التسمم المائي، والتي تتشابه أعراضه إلى حد كبير مع البالغين.
وعل حدوث خلل في وظائف الدماغ، نتيجة كثرة المياه التي يتلقاها الجسم في وقت واحد، يدفع بنقص صوديوم الدم، مما يمنح السوائل فرصة التسلل للخلايا، والتسبب بانتفاخها، مما يسبب الموت، خصوصا إذ ما طالت هذه السوائل خلايا الدماغ.
ويلجأ الأطباء لمعالجة التسمم المائي، لإستخدام الأدوية المدرة البول، وتصحيح مستويات الصوديوم، واستخدام الكهارل، وأحيانا غسل المعدة، وذلك بعد التشخيص الطبي الدقيق لمستوى تطور الإصابة بالتسمم المائي.