أخر الاخبار

جلالة الملك يطلق حملة لمكافحة التدخين في الأردن

 


خواطر بلال-المحرر

حرب ملكية على التدخين..والمدارس مسرح أحداثها

أرقام معالجة خجولة..وعيادات لا يعرف عنها أحد نتيجة ضعف حملات التسويق 

شن جلالة الملك، عبدالله الثاني، خلال إجتماع عقده مع شخصيات وطنية في قصر الحُسينية، الإثنين الماضي، حملةً على ظاهرة التدخين والتي تسجل المملكة فيها أرقامًا قياسية، حتى باتت من أوائل الدول من حيث إنتشار الظاهرة على مستوى العالم، موجهًا الحكومة لإعداد استراتيجية وطنية لمكافحة التدخين، تستهدف طلبة المدارس على وجه الخصوص.

وشدد جلالته على ضرورةِ تطبيق قانون الصحة العامة، بمزيدٍ من الحزم، لمواجهة التدخين، خصوصًا في الأوساط الشّبابية، مع أهمية تشديد الرقابة على الأماكن العامة.

وإستعرض وزير الصحة فراس الهواري، أمام الملك، مؤشرات إنتشار ظاهرة التدخين، فيما قدم وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، عزمي محافظة، إجراءات الوزارة لضبط الظاهرة في المدارس، كاشفا عن تكليف ضابط إرتباط عدلي لمتابعة الظاهرة في الوزارة والمديريات في مختلف أنحاء المملكة.

%60 حجم الظاهرة بالمملكة، والأردن الثالث عالميًا بالتدخين

 بدوره، كشف وزير الصحة فراس الهواري، أثناء مقابلة أجراها مع موقع فضائية المملكة، عن أرقام صادمة حول حجم الظاهرة وإنتشارها في البلاد.

وقال أن الأردن صُنف مؤخراً ضمن أعلى 3 بلدان بالعالم من حيث التدخين، وبلغت نسبة التدخين في البلاد، نحو 60%، فيما يتعرض 65% للتدخين السلبي، ومن بينهم الأطفال.

وتنفذ وزارة الصحة، وفق الهواري، العديد من الجولات التفتيشية على المؤسسات والدوائر الحكومية، في مسعىً منها لفرض سيادة القانون، والذي يمنع التدخين بالأماكن العامة المغلقة، إذ أن قانون الصحة العامة النافذ يضع على مثل هذه السلوكيات عقوبات مشددة.

ولا تختلف السيجارة الإلكترونية عن مثيلاتها، فهي تحوي نسبة نيكوتين أعلى بأضعاف من السيجارة التقليدية، وفق ما قال الهواري، فيما بلغت نسب الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، نتيجة التدخين السلبي حوالي 30%.

وكشفت أرقام الوزارة، والتي عرضها الهواري في مقابلته مع "المملكة"، تدني الجهود الحكومية في معالجة المدمنين على الدخان، قائلاً أن هناك 27 عيادة بمشافي الوزارة، وأخريين في الجامعة الأردنية ومركز الحُسين للسرطان، بلغ مراجعيها مجتمعة خلال النصف الأول 4500 شخص فقط، شُفي منهم 9%، مما يعكس ضعف الإقبال على العيادات والتشافي من المرض.

ولا يذكر أن كان هناك حملة من قبل الوزارة حدثت على نطاق واسع لتسويق العيادات التي تحدثت عنها، ورصدت خواطر بلال تعليقين جادين عندما طرحت تساؤلا عن حجم الإنفاق على التدخين.

قال جهاد الفراية في تعليقه على منشور نُشر قبل أيام عبر أحد حسابات مدونة خواطر بلال على فيسبوك، أنه ينفق حوالي 30 دينار  شهرياً على التدخين، فيما ينفق علي العجرمي حوالي 70 دينار شهريًا على التدخين، ولكن أحد الأشخاص والذي تصادف سؤاله عبر فضائية المملكة خلال ذات الفترة قال أنه ينفق بما معدله 300 دينار على التدخين.

ويرى وزير الصحة الهواري، في حديثٍ مع فضائية رؤيا، أن 60 دينار هو معدل ما ينفقه المدخن شهريا، بما يعادل قُرابة ربع  الحد الأدنى للأجور البالغ 260دينار في الأردن.

وتعهد الهواري بإنهاء ظاهرة التدخين من قبل الأعيان والنواب والفريق الوزارة تحت قبة البرلمان، والتي تعكس جدية الحكومة في تطبيق القانون على نفسها أولاً.

وعبر وزير الصحة الهواري، عن مخاوفه من كون التدخين قد تعد أحيانا، بوابةً للمزيد من السلوكيات الخطرة كتعاطي المخدرات، مشدداً على أهمية تكثيف حملات منع التدخين بالأماكن العامة في المملكة.

وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن 9000 وفاة تحدث نتيجة مضاعفات التدخين سنويًا في الأردن، فيما يبلغ متوسط إنفاق الأردنيين على التدخين 717مليون دينار، بما نسبته 4.4% من مجموع الإنفاق الشخصي للأردنيين على السلع والخدمات وفق دائرة الإحصاءات العامة العام 2019.

وأشار مركز الحسين للسرطان، إلى أن 85% من المصابين بسرطان الرئة، هم من المدخنين، فيما تتبعت وكالة الأنباء الأردنية-بترا، الظاهرة في محيط المدارس، والتي تشهد إنتشارا لبائعي الدخان بالفرط "بالسيجارة" لطلبة تلك المدارس، مستغلين الطبيعة الغضة لعقول هذه الفئة العمرية من الشّباب.


ويحدد قانون الصحة العامة عقوبات تصل حد الحبس 3 شهور،  وغرامة تقدر بـ 200 دينار على الشخص المدخن بمكان عام، وقد تصل العقوبة إلى 300 دينار على المنشأة.

وفيما بلغت عوائد التدخين وفق إحصائية العام 2015، حوالي 898 مليون دينار، إلا أن المملكة تكبدت نفقات لمعالجة تداعيات التدخين حوالي 1.6 مليار دينار، الأمر الذي يعني خسارة قدرت بـ 700 مليون دينار ذلك العام وفق الرئيسة الفخرية لمنظمة وصندوق دعم أبحاث السرطان الأميرة دينا مرعد.

وأشارت مرعد، إلى أن 6 شركات للتبغ في العالم، تفوق موازناتها دولاً بحالها، تعمل على رصد الأموال للإيقاع بالشّباب ودفعهم بطريق التدخين.

صفة الضابطة العدلية لموظفين في المدارس

وأوضح وزير التربية والتعليم، عزمي محافظة، في حديثٍ مع موقع هلا أخبار، إجراءات منح الضابطة العدلية لموظفين في وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الصحة، لتنفيذ قانون الصحة العامة، والذي يقضي بمنع التدخين في الأماكن العامة،  ومنها المدارس والجامعات. 

 ويرجع متخصصين أردنيين، تفشي الظاهرة، إلى ضعف القانون، وعدم إهتمام الأسرة بالأمر، علاوة إلى كون التدخين ليس سلوكًا مستهجنا في المجتمع.

وعبر مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن، عن تقديرة الخطوة الملكية في إعطاء مكافحة التدخين زخمًا جديداً في البلاد، فيما تتعالى الأصوات لزيادة أسعار التبغ في محاولةٍ لدفع الناس لترك هذه العادة.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-