خواطر بلال-المحرر
استضافت دولة بهارات "الهند سابقًا"، بداية الإسبوع، قمة مجموعة العشرين، في العاصمة نيودلهي، حيثُ توصل القادة والزعماء المشاركين بالقمة لإعلان نيودلهي، والذي ركز على مواجهة المشاكل والتحديات الاقتصادية التي يعانيها العالم.
وتترأس البرازيل الإجتماع الدوري المقبل لمجموعة العشرين، حيثُ أبدت بهارات نية التعاون مع البرازيل، في خدمة صالح الوحدة والإزدهار العالميين.
وطالب Narndra Modi ناريندرا مودي رئيس وزراء دولة بهارات، أهمية النظر إلى ما هو أبعد من كون العالم قرية واحدة، بل وتحقيق رؤية الأسرة العالمية الواحدة، خلال مداخلته في القمة التي استضافتها بلاده.
وسلم مودي نظيره البرازيلي لويس لولا دا سيلفا،رئاسة الدورة القادمة من اجتماعات قمة مجموعة العشرين، والتي ستقام العام المقبل.
وعبر مودي، عن أمله بالتعاون العالمي، في سبيل تحقيق الإزدهار، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، في ختام القمة، والتي شهدت فعاليات عائلية شاركت فيها نسوة القادة من البلدان المشاركة.
وشارك قادة ورؤسائ الدول المشاركة، فعالية زراعة الأشجار في تأكيد منهم على أهمية المحافظة على البيئة، ومواجهة التحديات التي تُهدد سلامتها.
فيما استذكر القادة والزعماء المشاركين، الخدمات التي قدمها المهاتما غاندي للبشرية، وأكدوا ضرورة المحافظة على الأرض مُعافاة من الناحية البيئية.
وتبنت القمة مشروع ممر إقتصادي يربط دولة بهارات، بالشرق الأوسط وأوروبا، بمشاركة عربية واسعة، ودعم أمريكي حثيث، في مواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية.
غابت عنه روسيا
فيما غاب ذكر روسيا، عن البيان الختامي للقمة، ذات الطابع التنموي والاقتصادي، عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن موقف بلاده تجاه مخرجات قمة العشرين.
ورغم التباين الذي يميز البلدان المشاركة في القمة، تجاه الملف الأوكراني، إلا أن البيان أشار إلى المعاناة الإنسانية الناجمة عن الصراع دون أي إدانة واضحة لروسيا.
وشاركت روسيا بالقمة، التي عدتها ناجحة في خدمة مصالح الدول النامية، مشيدة بالنجاح الذي حققته بهارات "الهند سابقًا"، خلال استضافتها القمة والتي عقدت يومي الجمعة والسبت الماضيين في نيودلهي.
وسبق القمة حراكًا دوليًا لضمان نجاح القمة، في تأدية رسالتها الإقتصادية الطابع، وبعيدًا عن حالة الإنقسام تجاه القضية الأوكرانية الأكثر جدلاً بيّن البلدان المشاركة، الأمر الذي بدا ناجحًا خلال خروج إعلان نيودلهي السبت الماضي إلى الإعلام.
القمة قد تسبب أزمة بين الصين والهند
أثار إعلان قمة العشرين، إستياء الصين، والتي عدته تهديداً لمشروعها العالمي الطموح، والذي يعرف بمبادرة الحزام والطريق، بعدما تضمن البيان حديثًا عن مشروع طريق يربط الهند بالقارة الأوروبية مرورًا بالشرق الأوسط وبلدان عربية.
ويشكل المشروع، حلقة من حلقات الصراع الاقتصادي المشتعل بيّن الولايات المتحدة والصين، والتي تشهد علاقتهما توتراً إقتصاديًا وسياسيًا منذ سنوات، وتعمق ذاك الصراع في عهدي دونالد ترامب وخلفه جو بايدن.
وترى الولايات المتحدة في المشروع الذي تبنت دعمه، إلى جانب حلفائها في المنطقة العربية، طريقة في محاولة وقف التوسع بالنفوذ الصيني في العالم.
وتربط الطريق الجديدة، بيّن الهند وبلدان الخليج العربي من جهة، والخليج العربي بالقارة الأوروبية من جهةٍ أُخرى، يتضمن طُرق بحرية وسكك حديدية سيكون للأردن فيها نصيب إلى جانب بلدان عربية اخرى.
ويؤثر الطريق الجديد على سلاسل التوريد العالمية، حيثُ تسعى السعودية والإمارات إلى جانب الولايات المتحدة إلى تحقيق فوائد تنموية وسياسية، في خضم مساعي السعودية والإمارات للعب دور عالمي أكثر عمليًا على الساحة الدولية، كونهما المسيطرين على سوق الطاقة، فيما ترى الولايات المتحدة بالطريق الجديد تحديًا للنفوذ الصيني في المنطقة العربية.
وتشارك بلدان مثل فيتنام وتايلاند وميانمار وبنغلادش الفائدة من المشروع العالمي، في حين تأمل الأردن من المشروع مساعدتها في تحقيق التنمية المستدامة في البلاد.
وتحدث مسئولين في عمان في الأونة الأخيرة، عن مشاريع ربط المدن بالسكك الحديدية، وفق تفاهمات قمة العشرين، ولم تكن الأردن من ضمن البلدان المشاركة أساسًا.
ويحتضن الاردن خط الحجاز القديم، والذي كان يربط الخليج العربي ببلاد الشام تجاه تركيا وأوروبا، بيد أن غياب الإستقرار عن الجارة سورية قد يقفُ عائقًا في مواجهة إحياء هذا الطريق.