خواطر بلال-المحرر
يعرف الفاعل السياسي، على أنه ذاك الذي يملك دوراً على مستوى الدول حول
العالم، يمارسه في أحد المجالات أو أكثر، ومع بروز مكونات النظام العالمي الجديد،
ظهر فاعلون سياسيون مختلفون.
ورغم أن الدول بما تمثله من هيئات حاكمة، تعد أبرز الفاعلين، إلا أن
المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والبنك الدولي وصندوق النقد
الدولي، إلى جانب المنظمات الإقليمي كمنظمات التعاون الإسلامي والتعاون الخليجي
والإتحاد الأوروبي والبريكست، والإتحاد الإفريقي، والمنظمات الأهلية كمنظمات العمل
وحقوق الإنسان وحقوق المرأة، إلى جانب الشركات متعددة الجنسيات والتنظيمات ذات
الطابع التحرري كحركة حماس وطالبان جميعها باتت فواعل سياسية في المشهد الدولي.
ويقدم الفاعلون السياسيون خدمات للعالم، عبر مختلف الوسائل، والتي منها
التأثير على تغيير القوانين الدولية، ومساعدة الشعوب على تحقيق بعض المكتسبات، فقد
نجح التعاون الخليجي جزئيا في توحيد التشريعات والمعاملات بين أعضاء المنظمة، في
حين فشل الإتحاد الإفريقي في ذلك.
وعملت روسيا على تنشيط تجمع دول بريكست، مما يعني تأثير بعض الفاعلين على
مدى نجاح فاعلين أخرين وفشلهم، فقد عملت دول الإتحاد الأوروبي على إنجاح الإتحاد،
فيما فشلت الدول الإفريقية في ذلك.
ولعب الفاعلين الدوليين على مجابهة المشاكل التي عصفت ببعض الدول، فقد نجحت
منظمة الصحة العالمية في تنسيق الجهود في مواجهة جائحة كورونا 2020، ولاحقا جدري
القرود 2022.
وعملت منظمة أوبك+ على ضبط إيقاعات الفوضى التي سادت سوق الطاقة إبان الغزو
الروسي لأوكرانيا، ولعبت جامعة الدول العربية على التقليل من الخناق المفروض على
سورية عبر الأردن كلاعب إقليمي محوري بعد كارثة الزلزال الذي ضرب سورية 2023.