أخر الاخبار

"الأنفاق الغزية" السلاح الذي انتصر في طوفان الأقصى على مشروع كلف مليار دولار


 

خواطر بلال-المحرر

تُعد الأنفاق، والتي قامت عليها بنية المقاومة الفلسطينية العسكرية، خلال سلسة الحروب التي تعرض لها القطاع، منذ زوال الإحتلال عنه العام 2005م، وسيطرت حركة حماس عليه، أحد ابرز المعالم على التفوق العقلي لدى الفلسطينيين، والذين نجحوا في عدة مناسبات ضمن نوعٍ أخر من الصراع مع تل آبيب، نمثل بصراع الأدمغة.

وتعود فكرة حفر الأنفاق، إلى حاجة الغزيين إلى تهريب السلع والأسلحة من مصر، بالتعاون مع عوائل في صحراء سيناء، حيثُ قام الأهالي بحفر أنفاق تصل أقطارها إلى نحو 50 سنتيمتر، تسعينات القرن الماضي.

وعملت المقاومة الفلسطينية، خلال انتفاضة العام 2000م، على تطوير أغراض الأنفاق، حيثُ تم تهريب أسلحة متطورة من بلدان عربية كاليمن والوسدان وإيران، من أجل مواجهة إسرائيل.

وتمكنت المقاومة الفلسطينية، وعبر الأنفاق تلك، من تفجير موقع عسكري إسرائيلي في منطقة رفح، العام 2001م، وتنفيذ عمليات أخرى وصولاً لإجبار إسرائيل على الإنسحاب من القطاع العام 2005م.

وبعد ذلك، وخلال العام 2006م، تحولت الأنفاق من سلاح دفاعي إلى هجومي، حيثُ نفذت عملية فدائية استهدفت موقع كرم أبو سالم الخاضع لإسرائيل، حيثُ تمكنت المقاومة خلالها من قتل جنديين وأسر الجندي الثالث، والمدعو بجلعاد شاليط، والتي شنت إسرائيل حربً على القطاع لإستعادته، بيد أن ذلك لم يتم.

وبفضل تلك العملية، نفذت المقاومة الفلطسينية صفقة لتبادل الأسرى، عرفت بإسم صفقة وفاء الأحرار، وأستخدمت لتهريب المؤن والوقود والمواد الغذائية، بعد الحصار الذي فرض على القطاع منذ العام 2007م.

مصر بدورها وفي عهد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، عملت على إغراق الأنفاق، ولكن المقاومة طورت تلك الأنفاق وتوسعت فيها داخل القطاع، وتكونت الأنفاق من 3 صنوف، هي الهجومية، والدفاعية واللوجستية-كغرف عمليات وإدارة للقادة الميدانيين.

خلال العام 2013، تمكنت إسرائيل من إكتشاف نفق يخترق المستوطنات الإسرائيلية بعمق 800 متر، بشكل متطور، ويعتقد أن للأنفاق دورا في العملية الأمنية الواسعة التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من الشهر الجاري، والتي رح ضحيتها آلاف القتلى من الجانبين، وأسر المقاومة أكثر من 200 أسير إسرائيلي.

وفي محاولة فاشلة لإسرائيل تم بناء مشروع تحصينات عبارة عن جدار من الفولاذ والخرسانة والمستشعرات عن بعد وكان قد زف الوزير العري بيني غانتس العام 2019م، أن المشروع الذي تجاوزت كلفته 1 مليار دولار، يعد بمثابة إنهاء لمعظلة الأنفاق الغزية، بيد أن عملية طوفان الأقصى جعلت من ذلك المشروع مشروعًا فاشلاً بإمتياز.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-