خواطر بلال-المحرر
أمست مواقع التواصل الاجتماعي، تلعبُ أدواراً مُختلفة في حياتنا اليومية، العملية والشخصية منها في آنٍ واحد، وباتت تلك المواقع، تُعيد رسم وتشكيل علاقاتنا وثقافتنا وأساليب حياتنا.
والأسرة أحد المؤسسات التي تأثرت بمواقع التواصل الاجتماعي، حيثُ باتت الأسرة تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي في بناء علاقاتها بمحيطها الحيوي، ورسم هويتها عبر المضامين التي ينشرها أفراد الأسرة عبر حساباتهم الشخصية على تلك المواقع.
وتشكل عملية التفاعل التي يجريها أفراد الأسرة أشبه بالهوية الرقمية ، التي تجسد الأسرة أمام مؤسسات المجتمع وفعالياته المختلفة، علاوة على تشكيل النظرة حول الأسرة، أمام أبناء المجتمع المحلي.
وهذا يفرض تحديًا على الأسرة ذاتها، بوضع قوانين وأنظمة تحكم تعامل افرادها داخل هذا العالم، الذي هو يمنح الأسرة البشرية محيطً حيويًا يعبر بها من مستوى العمارة والقرية والحيِّ إلى فضاءات تفاعلية أكثر إتساعاً، وتظهر من خلال تفاعلها قيمها ومنظومتها الأخلاقية بشكلٍ جلي.
وتساعد عملية بناء الهوية الرقمية، الأسرة على تعزيز مكانتها في المجتمع، وتتيح للمؤسسات والفعاليات المجتمعية الأخرى فهم خلفية الأسرة ونمطية تعاملها مع الأحداث والوقائع في محيطها العملياتي.
باتت الهوية الرقمية تهم الشركات والمصالح إلى جانب الحكومة، كونها تسهل من عملية تحليل الشخصية العامة للعميل المتعامل معها، سواء الزبون أو المتقدم بطلب للوظيفة لديها.
وتساعد الهوية الرقمية للأسرة، في فهم مسارات حياة أفراد الأسرة، وقديمًا قيل إن كنت تريد القرب من أسرة فسل عنها، واليوم فلتتابع حسابات أفرادها على أي مكان على هذه المنصات.
ولكن الحذر من تشكيل الهوية الرقمية "الوهمية"، وهذا تفقد أفراد الاسرة القدرة على الإقناع أمام المجتمع، ولا تجد الفعاليات بُداً من التوجس تجاه الأسر المجهولة التكوين القيمي.
وتعد الهوية الرقمية الأسرية، موضوعًا جد مستحدث وغير مطروق من قبل، وربما أن البعض منا لا يُلقي بالاً لها، إلا أن المتخصصين بقراءة وتحليل المضمون الرقمي، من السهل عليهم تحليل وفهم شخصية الأسرة العامة عبر تفاعلات الافراد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وهنا يدور الحوار، والتفاعل الرمزي الحقيقي بيّن أفراد الأسر في البيوت لتشكيل حالة من التضامن العضوي داخل الأسرة، ويقود ذلك لصناعة حالة هوياتية رقمية جامعة للأسرة، عبر بحث ما يمكن نشره على الملأ وما لا يمكن نشره على الملأ.