أخر الاخبار

تشات جي بيت يخوف الصحفيين وهذه أكبر المخاطر التي تهمك



 خواطر بلال-المحرر

بدأ الصحفي محمد الشاذلي، كتابة مقاله عبر مجلة الصحافة، والصادرة عن معهد الجزيرة للإعلام، في دولة قطر،بتنويه يؤكد فيه أن مقالته لم تُكتب بالإستعانة بأيٍ من أدوات الذكاء الإصطناعي.

وفي حين برزت بيّن الأوساط الصحافية مؤخراً، مخاوف على مستقبلهم المهني عُقب ظهور مقالات تكتب بتقنية تشات جي بي تي، الأمر الذي يُنبئ بمُستقبلٍ ثوريٍ لهذا النوع من التقنية، في عالم تنشطُ فيه الخُطى الرامية لإحلال الآلة والتقانة محلّ الإنسان، إعتقادًا بقدرة الآلة على أن تطون بديلاً مبدعا وخلاقا عن الإنسان.

وعبر الشاذلي عن مخاوفه المُحقة من أن تكون مثل هذه التنويهات هي جُزء لا يتجزأ مما يكتب الصحفيين عبر مؤسساتهم تثبيتاً لحق ملكيتهم الخاصة لما يكتبون في مواجهة الخطر الداهم المتمثل بتقنية الذكاء الإصطناعي.

وفيما يستذكر الشاذلي ما آلت إليه الأعمال اليدوية في مستهل الثورة الصناعية القائمة على الماكنة القرن التاسع عشر والعشرين، لم يستبعد الشاذلي أن يواجه أصحاب الحرف ومنهم الصحفيين ذات السيناريو، والذي همش العمل اليدوي حينًا لصالح الماكنة، وثمة بعد ذلك عادة القيمة لما يدوي أغلىَّ من ذي قبل.

وقد قادة الماكينة إلى ظهور النظام الرأسمالي في التاريخ الاجتماعي الاقتصادي والسياسي في آن واحد وقتذاك، وقد تناول كارل ماركس، وهو أحد علماء الإجتماع المشهورين، العلاقة بين الماكنة والتراكيب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في حياة المجتمع الراسمالي، وهو من تحدث عن فكرة اغتراب الإنسان عن عمله لصالح الماكنة وتقسيم العمل بغية تحقيق الربح للطبقة الرأسمالية المالكة للماكينات وأدوات الإنتاج غير البشرية.

سرقة الوظائف وإغتراب الصحافي ليس التحدي الأكبر

ولا تتوقف الأثار التي تثير مخاوف الشاذلي من دور الذكاء الإصطناعي في الصحافة والإعلام، عند حدود سرقة الوظائف من أصحاب المهنة التقليديين، وتجريد الصحفيين من أدوات العمل الذي إعتادوه خلال السنوات الأخيرة، بل وأن الأيديولوجيا والتوجهات الثقافية الذي تطغى على السياسات التحريرية ويمكن استشفافها من قراءة خلفيات الصحفيين ورؤساء التحرير، باتت مُهددة بغياب الشفافية عنها وضبابية الجهات الواقفة حول الإنتاج الصحافي في حال باتت تقنية الذكاء الذكاء الإصطناعي  هي المسيطر على المشهد.

ويتخوف الشاذلي، من إنحياز المحتوى الصحفي لأهداف وغايات أولئك المسيطرين على تقنية الذكاء الإصطناعي من البشر، الامر الذييسرع وتيرة الغزو الثقافي، ويدمر النماذج الثقافية غير المسيطرة على التقنية لحساب خدمة مصالح القوى المسيطرة على الذكاء الإصطناعي.

وتستخدم الدول الصناعية، عبر مر الزمن، الماكنات والإختراعات في سبيل خدمة مصالحها، أمام المجتمعات غير الصناعية والإستهلاكية الطابع، الامر الذي قد يجري في العلاقة بيّن المتحكمين ببرمجيات الذكاء الإصطناعي تحت غطاء العمليات الحسابية والبرمجية  من جهة، والمستهلكين من الشعوب الأقل قدرة على التجاوب مع الثورة المتسارعة في برمجيات الذكاء الإصطناعي.

ونشطت نماذج مماثلة لمثل هذه المخاوف، فقد رصدت "خواطر بلال"، في الأونة الأخيرة تحكم مالكي شبكات التواصل الإجتماعي مثلاً في الخطاب الشعبي المستخدم في بعض الملفات سواء مناطق النزاعات المسلحة، أم الصراعات ذات المنشأ الثقافي الديني والقومي والعرقي.

ويسوق الشاذلي مثالاً على مخاوفه من الثقة المطلقة بدقة ومصداقية الذكاء الإصطناعي في ممارسة الصحافة والإعلام، بالإستناد لتجربة عملية علمية جرت في جامعتي لويزيانا وتكساس التقنية من قبل قسم علم النفس في الجامعتين، على درجة قدرة الطلبة على إكتشاف أخطاء الألة الحاسبة، في حال أعطتنا نتائج مغلوطة، وتوصلت الدراسة إلى أن الطلبة من ذوي المهارات الحسابية العالية فقط  من الممكن أن يكتشفوا الخطأ إذا كان هذا الخطأ "كبيرًا وصارًخا".

وتساءل الشاذلي بناءا على الدراسة، هل يمكن الثقة بنتاج الذكاء الاصطناعي الصحفي؟، في حين أن مُبرمجي الذكاء الإصطناعي سيكون لديهم القدرة بشكل أكبر على ضبط توجهات الذكاء الإصطناعي الصحافية قبل العمل وإصدار المواد الصحفية عبرها.

وكشفت دراسات عديدة عن الميول المنحازة لتقنية تشات جي بي تي، في قضايا مفصلية بالنسبة للعمل الصحفي، تكشف النقاب عن الميول الجنسانية والعقائدية والإقليمية، والتي هي أسيرةُ المُبرجمين ذاتهم.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-